عصر السبت 04 مارس 2023، كانت الفتاة المشهورة في مواقع التواصل الاجتماعي بموريتانيا آمي الطالب زروق، إلى جانب زوجها الشاب مولاي المهدي يستقلان سيارتهما على طريق المطار بالعاصمة نواكشوط، في رحلة عادية لزوجين شابين جمعتهما ميادين الأضواء قبل سنوات وربطتها علاقة حب توجت بالزواج.
كانت الرحلة كأي رحلة عادية لشابين من مشاهير مواقع التواصل، اعتادا التنقل بسيارتهما لإنجاز بعض المهام في إطار عملهما، وما يتصل به.
وفجأة، وبينما كانت السيارة تسير بسرعة على طريق المطار، بالعاصمة نواكشوط، وقع الحادث الذي وضع حدا لحياة الفتاة آمي، وأدى لإصابة زوجها وأحد أصدقائه بجروح متفاوتة.
دقائق فقط كانت كافية لاكتساح خبر الفاجعة مواقع التواصل بموريتانيا، حيث أصيب الموريتانيون بصدمة جراء الخبر المفجائ، واكتسحت تدوينات الترحم على الفقيدة صفحات المدونين.
كانت الأحداث متسارعة لدرجة مذهلة، دقائق فقط كانت كافية لانتشار الخبر الحزين بين الناس انتشار النار في الهشيم.
لاشك في حقيقة وقدر الألم الذي يخلفه موت الإنسان، فالموت بذاته حقيقة موجعة، ولكن من الأشياء المؤلمة أيضا، تحول الذكريات الجميلة للأحياء، بين عشية وضحاها إلى مصدر للحزن يتعين دفنه للأبد!
إنها صورة مؤلمة للرحيل المفاجئ، جسدتها دعوات أقارب وصديقات الفتاة المرحومة لمحو صورها وفيديوهات وكل أثر لها من حساباتها ومن صفحات المدونين على مواقع التواصل.
هناك في ساحة مسجد ولد امحمود رسمت الجموع الغفيرة التي تداعت لحضور صلاة الجنازة على الفتاة، رسمت لوحة أخرى اختزلت المسافة الدقيقة بين الدنيا والآخرة (ما أقرب الدنيا من الآخرة).
وثمة في المستشفى، صورة أخرى تحكي ألم انفصام العلاقة المادية بين البشر بسبب الموت، الشاب مولاي، وهو مضجع على السرير الطبي في المستشفى، يسأل الأطباء - بعد إفاقة خاطفة - عن حال زوجته، التي كان آخر عهده بها قبل ساعات إلى جانبه في السيارة، تبادله أطراف الحديث الودي، يجيبه الطبيب: إنها بخير وتتلقى العلاج في إحدى الغرف المجاورة.
إن إخفاء الطبيب للخبر المفجع عن الشاب مولاي، وهو يخضع للعلاج في المستفى، يجعل أسئلة كثيرة تتزاحم في مخيلة الانسان العادي، كيف سيتلقى مولاي الخبر المؤلم لاحقاً بعد أن يكتب الله له الحياة؟
لاشك أنها لحظات صعبة، لامفر منها، ولكن.. بقدر اليقين بالله تهون المصائب، ولامصيبة بعد رسول الله.
إنا لله وإنا إليه راجعون