خلال يومين من توقيف أحمد ولد هارون ولد الشيخ سيديا،تابعت بعض التعليقات و ردود الفعل المتنوعة،قد يفهم منها بعض ما يستحق الكتابة.
فبعض أبناء بتلميت،تحدثوا عن أبناء مدينتهم معجبين،قائلين،كم أنت ولادة يا بوتلميت،مبشرين بأحمد جديد،بعد أحمد ولد داداه،و كأن أحمد ولد داداه كان زعيما فى نظر الجميع،دون جدال!.
و فى نظرى أحمد كان اقتصاديا متميزا، طمح للرئاسة على خطى أخيه،و قد لا يستحسن البعض إعادة الكرة على هذا المنحى،فليس منطقيا،أن تتحول موريتانيا ضمنيا، إلى "إمارة داداهية"،و رغم ذلك، كان أحمد داداه عفيفا و صلبا فى الميدان السياسي،و كاد أن يدخل القصر ،لولا تحالف مسعود مع العسكر،إبان رئاسيات 2007،و كنت يومها ممن صوت لولد داداه،لكن شطارة العسكر وهيمنهتم و ضعف ولاء بعض السياسيين لطموح التغيير،عطل الأمل،على الأقل فى دخول زعيم المعارضة القصر الرئاسي،و تمت انتخابات 2019 فى غياب ولد داداه،و بدأت تجربته فى السياسة فى المغيب تدريجيا،مع تقدم العمر.
و على ضوء تصريحات البعض، بأن مدارس السياسة فى موريتانيا، فى الدرجة الأولى ،مدرسة أطار و بتلميت،برز تدريجيا نجم أحمد ولد هارون ولد الشيخ سيديا،بعد فوكالاته الناقدة الجريئة،فأقيل، ثم لوح بوثيقة فاعتقل،و بعد يومين فقط، أطلق سراحه،و بعد أن فزع اهله من تنامى و تجدد موجة المعارضة داخل ديارهم،فتبرأ الأب و الخال،بينما وقف معه آخرون من أهله و قطاع واسع من المهتمين بالشأن السياسي،و رغم أن أحمد ولد هارون ليس من مريدى الحركات السياسية المعروفة،لكنه معجب بابريد الليل،رحمه الله،و اختار قناة المرابطون لإطلاق تصريحاته الجديدة!.
و رغم هذه الخطوة التحذيرية التى تلقى ولد هارون من طرف النظام القائم،لكنه مثقف و مهتم بوطنه و بعمق،و قد يدخل يوما ما، فى مسار تغييري واسع غير مستبعد،و أستبعد شخصيا أن يكون قائد كتيبة عمل سياسي ،و لكن بإذن الله،ربما ضمن تشكيلة واعدة فاعلة متنوعة،و خصوصا من خلال الأداء التحليلي،على غرار قدوته فى هذا الصدد الاستشرافي،محمد يحظيه ولد ابريد الليل،رحمه الله.
و ستبقى بتلميت ولادة و موريتانيا عموما بالزعامات السياسية الواعدة،على غرار القامة العارفة الوطنية،أحمد ولد هارون ولد الشيخ سيديا.
أما نظام ولد غزوانى، فيدفعه بعض أقطابه للتضييق على حرية التعبير و الإسهام فى خلق ربما معارضة جديدة، بمقاسات نخبوية، تستحق الإشادة و الدعم الشعبي الواسع،خصوصا إن تمنكت من تحدى العزلة و ظهرت يوما، ما فى الحلبات الانتخابية المرتقبة،بإذن الله و عونه.
و لعل ولد الشيخ سيديا تواجه مع الجمهور يوم سجل فوكالاته،ثم تلقى تعاطفا أكبر يوم أقيل و خصوصا يوم سجن،على خلفية آراء و مواقف.
فالحضور السياسي مراحل و مصاعب، و ربما مراتب و أدوار وطنية إيجابية جامعة مشهودة، يوما ما.