من يجد في وقته فسحة، وفي فضوله مساحة، وفي قلبه بارقة من إيمان وتقوى؛ فليتابع الموجة الجارفة من الفتاوى المتدفقة المتقلبة المتناقضة، الستهزئة بكل عقل وكل دين؛ الصادرة عن المشائخ، أو المجامع، أو الهيئات، أو اللجان، او المجالس، أو الروابط؛ و"المشرعة" لكل ما يخطر،، او لا يخطر على بال، من سخافات انظمة السوء، في عالمنا الإسلامي، ونزواتها.
لقد كان آخر ذلك موجة التبريرات الفجة الغبية، بل السخيفة، المتدفقة اليوم من اقطار عانقت الصهاينة بالفعل، واخرى تغذ السير لعناقهم، وثالثة كانت طوق نجاتهم، في مغتصباتهم، منذ قامت في فلسطين؛ فكل من يتابع ذلك، بوعي وعلم واهتمام، يدرك بعمق، وبكل حسرة، ما آلت إليه حال الفتاوى الشرعية، في عالمنا هذا، المنكوب بطغاته ومستبديه وفراعنته الصغار؛
ما عادت هناك في عالمنا العربي اليوم فتوى شرعية، يتداعى لها اهل الخوف من الله، والعلم بتنزيله وشريعته، والوعي بحال المجتمع الإنساني الراهن، بل بات الامر صناعة تبريرية، ينفق عليها المستبدون والعملاء والمطبعون، بسخاء، فيتزاحم عليها صناعها من بطانة السوء، فتراهم يوقعون عن الله، هجرا وفجرا، ومنكرا من القول والفعل؛، بما يبرر قرار من يدفع لهم، فيحلون اليوم ما حرموه بالامس، والعكس بالعكس؛ {فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون}
الحسن مولاي علي