العجلات تلاربع للنجاح:
تقترب حثيثا الذكرى الأولى لتسلم الرئيس محمد الشيخ الغزواني مقاليد الأمر في هذه البلاد التي اعتبرته منقذا فختارته لتجاوز عقبة النظم الانقلابية، والدخول في عصر الدولة المدنية الديمقراطية.
مناسبة أعيد فيها نشر توصية للرئيس، كنت قد نشرتها قبيل تسلمه لمسؤولياته الجسام، ويبو ان مسار الأمور يغري بإعادة نشرها:
قبيل التسليم والاستلام.
هذه صرخة، في همسة، نرسلها إلى فخامة الرئيس الجديد محمد ولد الشيخ الغزواني:
سيدي الرئيس..لا تنظر إلى سلفك، فربما اجتهد، وربما أحسن النية؛ لكنه جانب الصواب كثيرا، ولم يثق بغير رأيه، ولم يعتمد إلا على أصحاب هواه وتملقه... فخانه النجاح وهزلت حصيلة حكمه أي هزال...
السيد الرئيس؛ ذلك نهج يجب تجنبه والاعتبار به؛ ثم إنكم الآن على البر كما يقال؛ فثقوا كل الثقة بأن نجاحكم سيعتمد على أربع عجلات لا تتحرك عربتكم على طريق مستقيم دونها:
* إلغاء اعتبار الولاء الشخصي والتملق، وفوبيا "المعارضة" وشهوة "الموالاة"؛ وبدلا من ذلك، ذالاعتماد على الكفاءة والنزاهة، ثم تفويض الصلاحيات، واقتناص الأفكار المبدعة...
** إماتة التزلف السياسي والإعلامي، وقبر المظاهر الكرنفالية المقيتة في المناسبات والزيارات الرئاسية، وتحرير وسائل الإعلام العمومية من قبضة "الإدارات السياسة المليشية" المسخرة!
*** تبني العدل وفرض احترام القانون والمساواة بشكل صارم لا استثناء فيها ولا عوج.. وتسخيرقوة الأمن وهيبة القضاء لأمن المواطنين جميعا وإنصافهم بالقسط... وإعادة ثقتهم بالدولة، من خلال عنايتها المفصلة بأوضاع البسطاء في أقاصيها وأوديتها المنسية...
**** إنعاش الدولة وبعث روحها من مرقدها، وقمع الأرواح القبلية واللوبية المنافسة لها، وتحرير اهتمامات القوة العمومية والادارة من سيطرة "القمة" وطبقاتها العليا "الرسمية"، وتوجيههما للاهتمام بالتفاصيل الدنيا، التي تبدأ بإعادة منهج التنسيق والمتابعة والاستمرارية وهيبة الدولة، ونبذ أساليب الارتجال والتحكم الشخصانية في الإدارة والتسيير...
والله الموفق.