يحكى أن الشاعر العباسي "أبو نواس" خرج يوماً يمشي في أحد أحياء الكوفه قُبَيل عيد الأضحى فرأى أعرابياً معه أغنام يسوقها...
فابتدره قائلاً :
أيا صاحب الذود اللواتي يسوقها...
...بكم ذلك الكبش الذي قد تقدما
فأجابه الأعرابي على الفور ، و شعراً من نفس الوزن والرويّ
قال :
أبِيعُكَهُ إن كنت تبغي شراءَه...
...و لم تكُ مزَّاحاً بعشرين درهما
فقال أبو نواس :
(و لا حظوا الجمال في المبايعةِ شعراً)
قال :
أجَدْتَ هداك الله رجع جوابنا...
...فأحسن إلينا إن أردت تَكَرُّما
فقال الأعرابي :
أحط من العشرين خمساً لأنني...
...أراك ظريفًا فاقْبِضَنه مُسَلِّماً
بيْد أن أبا نواسٍ انصرف
و يحكى أن الناس الذين كانوا متجمعين يشهدون هذه المفاصلة في السعر بالشعر.
قالوا للأعرابي :أتدري من كنت تكلم ؟
قال : لا
قالوا : إنه "أبو نواس"
فما كان من الرجل إلا أن حمل الكبش وأسرع ...
حتى أدرك أبا نواس فأقسم له إن لم يأخذه هدية منه خالصه ليتركنّ كل غنمه في الطريق...
فأخذها أبو نواسٍ...
وسأل عن الرجل...!؟
فقالوا : إنه أعرابيٌ من "باهله".
فقال :
و باهليٍ من الأعرابِ منتخبِ...
...جادت يداه بِوَافي القرنِ والذنَبِ
فإن يكنُ باهِلِياً عند نسبَتهِ...
...فَفعْله قرشيٌ كامِل الحسبِ
__________________________________
___________________
فهل من باهلي ؟
فان العيد على الابواب ارقبه....
والخراف نار....
ألا كثّر الله من البواهل..
فيطوفون علينا بكل دار...