وهدوء.
فالانتصار المتميز للرئيس المتخب: محمد ولد الشيخ الغزواني، وهزيمة المنافسين في استحقاقات ٢٠١٩، وتساقط أوراق لاعبين آخرين، مهد لحالة إرباك طبعتها الشائعات والسجالات المملة.
وفي ضوء ما حدث يحسن أن نقيس الأمور بدقة وتأن، وندرك بحق أن الوطن للجميع بعيدا عن فسيفساء العرق والمكون الاجتماعي والجهة، القاضية على المواطنة، والمهددة للسلم الاجتماعي، وموريتانيا تسعنا جميعا، مهما تعددت رؤانا، ومشاريعنا.
نحن بحاجة إلى الحوار مع ذواتنا أولا، قبل أن نتحاور كشركاء في العملية السياسية،
فلا بعضهم تعلم من تجاربه الطويلة، ولا آخرون استطاعوا تحقيق رغبات وأحلام طالما ساوموا عليها، قبل أن تصفعهم الانتخابات، وتتبخر حساباتهم التي اتسمت بالتبسيط وعدم العمق.
لا يدرك هؤلاء أن مكمن الداء هو في تأزيم الأوضاع، وتسخين الساحة، فتراحم المجتع وبناء الثقة بين فرقائه ونخبه آكد وأهم، بعيدا عن مجرد المصلحة الشخصية المكشوفة، أو المنفعة المنتظرة.
وقبل التنصيب وتبادل المهام بداية أغسطس، والذي تشرئب إليه الأعناق، فإننا مطالبون بالعمل على أن تظل تجربة موريتانيا الديمقراطية بخير، وفي تقدم مستمر، لتسود القيم الديمقراطية، وأولها: التبادل السلمي على السلطة، ونترك الفرصة للرئيس المنتخب ديمقراطيا، ليرتب أولوياته، ويعبر نحو وضع خطط تنموية، تسهم في تغيير وتحسين السياسات لصناعة الحاضر وتأمين المستقبل.
وما لمسه الرأي العام الوطني، وتوافر من دلائل -بدء بخطاب إعلان الترشح فنشر وثيقة: تعهداتي- على صدق وجدية الرجل، يسعفه في مهمته وطموحه للموريتانين، خادما للوطن.
أزعم أن تطور الوعي لدى المواطنين، مساعد على الرؤية والمسيرة، ورفضهم الدائم للأطروحات الساذجة وقصيرة النظر معلوم، وتم اختبارهم فيه لمرات، ثم إن فهمهم لنسبية الأمور يجعلهم يولون العلاج الأمني والاقتصادي القسط الأكبر.
ولا سبيل إلى أن ينخدع الناس من جديد، وإنما يعترفون بالقفزة الدستورية التي حصلت، ويثقون في مستوى الشراكة السياسية القائمة، والتوازن الضروري، والتفاهم الوطني، الذي تم حرزه، ويبعث على الأمل.
وغني عن القول أن النظام الديمقراطي، لا يستقيم دون سلطة تحكم، ومعارضة تراقب وتنتقد.
يفتح الموريتانيون عيونهم على الآفاق المستقبلية بحذر ووعي نتيجة التوقعات الاقتصادية الواعدة، لذا يلزم أن نمنح المشاركة السياسية أهمية أكبر، وننزل إلى هموم ومشاغل المواطن العادي ما أمكن، ونحرص على تنمية المشترك بيننا، والثقة فيما تحقق، والنظر بروح تفاؤلية عملية إلى الغد، دون تخوف ولا قلق.
(*) عبد المالك ان حني