كشفت مصادر سياسية وعسكرية سودانية رفيعة المستوى، أن هناك "عمليات مشبوهة" للجيش السوداني في تشاد، مفندة المزاعم التي نشرتها "فورين بوليسي" على لسان مصادر تابعة للجيش، والتي تدعي استخدام الإمارات مطار "أم جرس" التشادي لنقل أسلحة لقوات "الدعم السريع".
وأشارت المصادر في تصريحات أدلت بها لـ"إرم نيوز" إلى أن الجيش السوداني حوّل تشاد إلى "قاعدة خلفية لوجستية".
ونفى مصدر أمني تشادي في مطار "أم جرس" ما جاء في التقرير، مؤكداً عدم استقبال المطار المدني لأي شحنات عسكرية قادمة من الإمارات.
يأتي ذلك في وقت تحدثت فيه تقارير متعددة عن استخدام الجيش السوداني للأراضي التشادية، وخاصة مطار "أم جرس"، كنقطة انطلاق لعمليات عسكرية ولوجستية.
حديقة البرهان الخلفية
وبحسب مصادر سودانية مطلعة، قام الجيش السوداني بنقل معدات عسكرية وأفراد عبر الحدود السودانية-التشادية، مستغلًا طبيعة الحدود الطويلة والصعبة للمراقبة.
وأكدت المصادر أن تشاد تمثل "قاعدة خلفية لوجستية" للجيش السوداني، تساعده في تأمين إمدادات أسلحة وذخائر، مشيرة إلى أن اتهام حكومة البرهان للإمارات يأتي في سياق حرف البوصلة الدولية عن هذا الواقع.
على الرغم من نفي الحكومة التشادية أي تورط رسمي في النزاع السوداني، إلا أن هناك تقارير تشير إلى وُجود وحدات من الجيش السوداني في بعض المناطق الحدودية داخل تشاد.
ويستفيد الجيش السوداني من الدعم اللوجستي غير المباشر من خلال بعض العناصر غير الحكومية أو شبكات التهريب التي تنشط في المنطقة.
زيارات مشبوهة
وفي وقت سابق كشف مصدر في المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا لبرنامج الأغذية العالمي، عن زيارات لشخصيات إيرانية إلى مخيمات للاجئين السودانيين في تشاد، برفقة مسؤولين من حكومة عبد الفتاح البرهان.
وقال المصدر لـ"إرم نيوز" إن الشخصيات الإيرانية تم تقديمها خلال جولاتهم في مخيمات اللاجئين السودانيين في تشاد من جانب مسؤولين حكوميين سودانيين مرافقين لهم، على أنهم ممثلون لمنظمات وهيئات إغاثية إيرانية، في حين لم يتم وصول أي إخطار لمنظمات الإغاثة واللاجئين الموجودة في نطاق مخيمات اللاجئين السودانيين في تشاد، بهذه الزيارات من قبل.
ورفض المسؤولون الحكوميون السودانيون المصاحبون لممثلي المنظمات والهيئات الإغاثية الإيرانية إعطاء أي معلومات لممثلي برنامج الأغذية العالمي أو منظمة أطباء بلا حدود أو مفوضية اللاجئين عن هذه المنظمات أو دورها أو نشاطها أو سبب الزيارات المتعددة.
تفنيد الادعاء
وأكدت مصادر سودانية رفيعة في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن الجيش السوداني لديه ممثلون رسميون في مطار "أم جرس"، مما يثير التساؤلات حول عدم تقديمهم أي دليل يدعم اتهام الجيش للإمارات.
وأشارت المصادر إلى أن هذه المزاعم تأتي في إطار حملة اتهامات متكررة من الجيش السوداني ضد الإمارات، خاصة في مجلس الأمن الدولي، وبعد الفشل في تقديم الأدلة بات الجيش يلجأ لطرق أخرى من بينها نشر تقارير مفبركة عبر وسائل إعلام غربية.
طلب مرفوض
من جانبه، صرح القيادي في قوات "الدعم السريع"، الشرتاي سمير إسماعيل، بأن الجيش السوداني لم يقتصر في اتهاماته على الإمارات بل شملت دولاً أخرى أيضاً.
وأوضح إسماعيل أن قوات الدعم السريع تمتلك ترسانة من الأسلحة استولت عليها من الجيش السوداني، مما يجعل الادعاءات بتلقيها أسلحة من الخارج غير واقعية.
وأضاف إسماعيل أن هذه الاتهامات جاءت نتيجة رفض الإمارات طلباً سابقاً للجيش السوداني بالدعم العسكري والمادي.
اتهام بلا برهان
وفي سياق متصل، قال بله مسعود، عضو المؤتمر التأسيسي لحركة "تقدم"، إن اتهامات الجيش السوداني للإمارات تهدف لتشويه صورتها بسبب تمسكها بدور الإغاثة الإنسانية في السودان، وهو الدور الذي يعرقله الجيش السوداني.
وأضاف مسعود أن حكومة البرهان لديها ممثلون رسميون وعملاء في مطار "أم جرس" ما يسهل عليهم ضبط أي شحنات أسلحة أو تقديم أدلة تدعم الادعاءات التي يروج لها الجيش.
ومنذ بداية الأزمة في السودان، لعبت الإمارات دورًا بارزًا في الدعوة لوقف الحرب والتوصل إلى حل سلمي بين الأطراف المتنازعة.
كما وقفت ضد تزويد أي من الأطراف المتحاربة بالأسلحة، وأكدت على احترام السيادة السودانية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وقدمت الإمارات مساعدات إنسانية كبيرة للمتضررين من النزاع في السودان، شملت توفير مواد غذائية وطبية وإيوائية للاجئين والنازحين داخل السودان وفي الدول المجاورة.
وأكدت مصادر سودانية أن :"الدور الإنساني للإمارات عبر المواد الإغاثية والمستشفيات الميدانية للسودانيين المنكوبين أمر يزعج البرهان وحلفائه الإسلاميين..من أبرز تلك الأعمال الإغاثية الإماراتية للسودانيين ، مستشفى الإمارات الميداني المتكامل في مدينة أبشي في تشاد، التي افتتحت منذ 4 أشهر، وتقدم خدمات علاجية ورعاية طبية للاجئين السودانيين في تشاد".