"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلا متحول"
"لا يسلم الوطن الشريف من الأذى"
إنه الثالث عشر من حزيران يونيو واستنزاف طاقة الوطن الجريح تتواصل والماء في بركه مازال راكدا
الهجرة بمفهومها المعروف ليس أمرا غريبا ولا جديدا فقد بدأت منذ أبينا آدم وحتى نبي الله إبراهيم مرورا بالهجرة إلى الحبشة والمدينة المنورة وغيرهم لكن هذه كانت مما ليس منه بُدٌّ وهو تهجير سلبي
لكننا اليوم نتحدث عن وطن جريح تستنزف دماؤه دون وجود لضمادات لجراحه النازفة ولا حتى السعي فيها
إنه وطن يقذف قوته ولمعانه وبرقه ورعده في لجج البحر لتتلقفها الأمواج المتلاطمة إلى عالم مجهول إلى عالم اللاشيء ولن ينجي الله منها إلا من قدر له ذلك
لقد فرط الوطن الجريح في غيمته المدرار وسحابته التي طال ما انتظرها والتي سيسقي بها الحرث والنسل ويحيي بها الأرض بعد موتها من بعد سنوات عجاف
"الخير كله في الشباب والشر كله فيه"
إن الوطن اليوم لا يواجه هجرة بشرية جسدية فحسب بل يواجه هجرة عقدية هجرة فكرة وقناعة وترسيخ ثقافة الهجرة حتى دون هدف معروف ورؤية منبثقة عن عقلنة وتفكير سليم إنها أصبحت ثقافة وفطرة فُطر عليها الشباب كما فُطر الصبي على الإسلام
لقد أصبحت أغنية منشودة معهودة وقصيدة طنّانة رنّانة عهدتها النفوس دون وجود آذان صاغية لها وفهم حيثياتها في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل رغم تبلور الوضع نحو الأسود وتفاقم الخطر فيوشك أن نظنها عارضا ممطرنا فنستعجله فإذا به ريحا صرصرا عاتية تدمر كل شيء
فمن سيدفع الثمن الغالي إذا ؟؟
"متى من طول نزفك تستريح
سلاما أيها الوطن الجريح"
ع/سعيد