نشر الأستاذ والكاتب الصحفى محمد الأمين الطالب الجيد رئيس اللجنة الإعلامية فى اتحاد الأكادميين والمثقفين الموريتانى مقالا تحت عنوان
الخوض فى المجال الحميمى للأشخاص جريمة بكل المقاييس
إن تسريب خصوصيات الآخرين والتدخل فى مجالهم الحميمى جريمة مكتملة الأركان يعاقب عليها الشرع والقانون فحماية الخصوصية
مبدأٌ من مبادئ الإسلام الرئيسية في نظامه الاجتماعي، وفي إجراءاته التشريعيَّة والتنفيذيَّة.
فللناس حرياتهم وحرماتهم وكراماتهم التي لا يجوز أن تُنتَهك في صورة مِن الصور، ولا أن تُمسَّ بحال من الأحوال.
ففي المجتمع الإسلامي الرفيع الكريم يعيش الناسُ آمنين على أنفسِهم، و بيوتِهم، و أسرارهم، و على عوراتهم، ولا يوجد مُبرِّر - مهما يكون - لانتهاك حُرُمات الأنفس والبيوت والأسرار والعورات.
حتى ذريعة تتبع الجريمة وتحقيقها لا تَصلُح في النظام الإسلامي ذريعةً للتجسُّس على الناس؛ فالناسُ على ظواهرهم، وليس لأحدٍ أن يتعقَّب بواطنهم، وليس لأحدٍ أن يأخذَهم إلا بما يظهر منهم من مخالفاتٍ وجرائم.
وليس لأحد أن يظنَّ أو يتوقَّع، أو حتى يعرف أنهم يزاولون في الخفاء مخالفةً ما؛
فيتجسس عليهم ليضبطهم، وكلُّ ما له عليهم أن يأخذَهم بالجريمة عند وقوعها وانكشافها، مع الضمانات الأخرى التي ينصُّ عليها بالنسبة لكل جريمة
كثرت فى الآونة الأخيرة تتبع عورات الناس وإفشاء أسرارهم من أقرب المقربين منهم
وهو هاتفهم المحمول
أصبح الهاتف إذا يشكل خطرا حقيقيا على مستخدميه إذالم ينتبهو ويعتبروه جاسوسا على المجال الحميمى من الدرجة الأولى
فالتعدى على خصوصيات الناس عمل قبيح ومشين مهما كانت الأسباب والدوافع وراءه
فنحن مجتمع مسالم يرفض كل القضايا التى تتنافى مع قيم وتعاليم ديننا الإسلامى الحنيف