/إبان ترشحات ولد عبد العزيز تقدم الإمارات دعما خاصا لعزيز،وربما فى مناسبات أخرى،و قد يتفادى أحيانا التسلم هو شخصيا،و بعض الأحيان يرسل محمد ولد محمد أحمد ولد الشيخ الغزوانى،لتسلم تلك المبالغ المعتبرة،و طبعا له نصيبه،خصوصا عندما يكون هو المستلم،و تسلم ولد عبد العزيز للدولار من النظام الإماراتي،لصالحه هو شخصيا،و عن طريق غزوانى أحيانا،ليس خبرا قابلا للتكذيب،و الدوائر العليا الضيقة المعنية،داخليا و خارجيا،تعرف مدى دقة هذه المعلومات،و هذه المعلومات،هي التى يشير إليها الرئيس غزوانى،فى بعض تسريباته،أنه يعرف أموالا للرئيس السابق،محمد ولد عبد العزيز،لا علاقة لها بالخزانة العامة.
و لا أورد هنا هذه المعلومات، لتعضيد القول بتزكية بعض مصادر أموال عزيز،أيام الرئاسة،فربما تكون تلك الطريقة فى الحصول على مثل ذلك الدعم الإماراتي،غير شفافة و لا مقبولة قانونيا،و ربما يعتبرها البعض غلولا أو ماءً طاهرا زلالا حلالا،فذلك نقاش آخر،لن يعدم من يفتي فيه قانونيا،فى الوقت المناسب،بإذن الله.
لكنى أردت الإشارة إلى ورود الدولار لأرض الوطن،بعيدا عن الطرق المصرفية،و إنما على صيغة الاستلام المباشر و تأمين التوصيل،عن طريق أشخاص محدودين،من بينهم عزيز و غزوانى،و ربما لا يعتبران تلك الأموال الضخمة،سوى غنيمة،و دعم فى حملات ولد عبد العزيز الرئاسية،بوجه خاص.
و كما قلت غزوانى استفاد من هذه الموارد و الدعم الإماراتي لعزيز،و ربما لا يريد نهائيا فتح ملف الدولار و ما دخل منه أو خرج،أيام العشرية،لأنه شخصيا معني،على الأرجح،بتلك الملابسات الحرجة الحساسة!.
كما وردت مبالغ معتبرة من الدولار، عن طريق مصرف ولد بوعماتو،من طرف القذافى، رحمه الله،دعما لعزيز فى حملته الرئاسية 2009،و أثرت تلك الأموال الضخمة، يومها، على سعر سوق الدولار فى السوق المحلي،كما كانت سببا فى خلافات عزيز و بوعماتو!.
أما قصة تهريب ملايين الدولار إلى سوق دبي الحرة،فقصة معروفة جدا بتفاصيلها و أشخاصها،و ربما تكون مرتكز الوثيقة،التى أشار إليها ولد الشيخ سيديا،البارحة،ضمن مقابلته مع قناة المرابطون.
فقد كنت منذو يوم 7 نوفنمبر 2007 إلى يوم 30 نوفنمبر 2008،مقيما فى الإمارات،و خصوصا فى دبي،و كان المهربون المحميون من طرف السلطات الموريتانية،يترددون بانتظام و كثرة على صرافات دبي،حاملين الدولار و اليورو،حتى تحسب أن موريتانيا جفت مواردها من العملة الصبعة،من كثرة تهريبها!.
و لعل ما دعا له ضمنيا أحمد ولد هارون من تحقيق فى مسألة تهريب ملايين الدولار،لن يخوض فيه نظام ولد غزوانى،لأنها فضيحة أبطالها كثيرون،و متابعتهم،ربما تعنى متابعة نصف النظام حينها،و سيعنى ذلك ضجة كبرى،متعددة الأوجه،قد تضر النظام الحالي كثيرا.
و لعل آمريكا معقل و مصدر الدولار تعرف هي والبك الدولي،أن موريتانيا، ليست سوى حلقة محدودة،ضمن شبكة معروفة عالميا، للتهريب و غسيل الأموال،كما أن موريتانيا غارقة فى حصاد الانقلابات و سوء التسيير المزمن و التهريب و التهرب و الرشاوى،و ليس الحل ربما فى المواجهة غير المحسوبة،و إنما فى التغاضى النسبي و التريث،و قد يكفى ما يقوم به الإعلام من فضح الفساد،أما الأنظمة فمعنية،و لا قدرة لها على تصحيح الأوضاع،بين عشية و ضحاها.