لقد شكل تاريخ الإعلان عن خلو البلاد من فيروس كورونا كوفيد 19 المستجد الذي عرف انتشارا واسعا بعد ظهوره في مدينة ووهان الصينية وانتقل بعدها من حالة مرضية ضمن منطقة جغرافية محددة (وباء) إلى حالة مرضية شملت جميع بلدان العالم (جائحة) منعطفا تاريخيا في مسار التاريخي الموريتاني الذي عرف مواسم أوبئة عدة كالطاعون وغيرها من الأوبئة والأمراض الفتاكة التي انهكتها على غرار باقي دول العالم الأخرى والتى حصدت الأرواح الكثيرة مخلفة ورائها خسائر جمادية وبشرية رغم هشاشة منظومتها الصحية والإقتصادية في آن واحد. إذ شكلت بذلك محل لفت أنظار دول العالم أجمع ودول الجوار خاصة والتى لازالت في طور المواجهة، مشيدة تلك الدول بالدور البارز الذي لعبته الدولة الموريتانية في مواجهة هذا العدو العابر للحدود، مستفيدة في ذات الوقت من التجربة التى قادت الدولة إلى هذه النتيجة.
وتسليطا للضوء من أجل فك رموز هذه التجربة نستعرض لكم أهم ما قيم به في هذا الصدد.
بعد أن أوقع كورونا العالم كله في حالة هلع وخوف عمدت الدولة الموريتانية باكرا إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة مستخلصة في نفس الوقت العبر من الدول التى سبق إليها الفيروس وحجم الخسائر والأضرار التى الحقها بها. فموريتانيا و رغم إدراكها التام بخطورة الفيروس وصعوبة مواجهته هي تدرك أيضا هشاشة منظومتها الصحية والإقتصادية وأنها لن تصمد كثيرا في حالة تفشى فيها؛ لذلك أقدمت عليه قبل إقدامه إليها مشكلة دفاعا حقيقيا جمع بين التوكل على الله والاعتقاد بأنه من عنده وهو الذي سينقذها منه مسلمة بأن أمر المؤمن كله خير وأن الله لا يفعل بالمؤمن إلا خيرا آخذة أيضا بالأسباب الوقائية المنصوص عليها في الدين و على ما تقدمه الجهات من نصائح وإرشادات وقائية بإذن الله.
1- قراءة القرآن والأدعية المأثورة والصدقة والدعاء فلا يرفع البلاء إلا بهم ولا ينزل إلا بتركهم.
2- خصصت محاجر لتستقبل المهاجرين والوافدين من المناطق المبوؤة ليعيشوا أسابيع عدة في العزل الصحي الصارم. 3-أعلنت إغلاق حدودها على نفسها لتوقيها من العدوى ودخلت في عزلة تامة وسنت قوانين لحظر التجوال والتجمعات وغيرها من الأمور المؤدية لتفشي الفيروس في البلاد.
وكانت قد شكلت لجان متفرقة تتباع ليل نهار كل هذه الإجراءات وهي إجراءات أثبتت نجاعتها وأنها قادرة على حماية البلاد و العباد من خطورة هذا الوباء الفتاك كما أنها تحول دونهم ودون دخول الفيروس الي داخل البلاد.
هكذا فقد سارعت موريتانيا كباقي دول العالم في اتخاذ كل التدابير والإجراءات الازمة رغم الفاصل الزمني لسرعة انتشار هذا الفيروس الفتاك وهي الآن دون غيرها من معظم دول العالم تنتظر أن تستعيد الحياة حريتها ويحين موعد إغلاق قوس هذه الجائحة الجديدة بأسرع وقت ممكن.
إلى ذلكم الحين نسأل الله أن يديم علينا نعمة الصحة وأن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من خطر هذا الوباء.
الحسن محمد فال
الناطق الرسمي بإسم منسقية النجاح.