بيرام الداه اعبيد ، الحقوقي الذي أعطى دفعة لقضية العبودية في موريتانيا، والسياسي المراوغ الذي دخل البرلمان وهو في سجنه، يعد ولد اعبيد أكثر شخصية مثيرة خلال سنوات العشرية التي حكم خلالها محمد ولد عبد العزيز موريتانيا ، فمالذي يجمع الرجلين اللذين يلتقيان في نقاط أبرزها إثارة الجدل ،الكل يتهم بيرام حتى من كانوا معه في نضاله بعلاقته غير المعلنة بولد عبد العزيز ، آخر هؤلاء الحقوقية آمنة المختار التي كشفت في تسريب صوتي عن علاقة بيرام وعزيز ودعم الأخير له مقابل أدوار يؤديها ، لكن أنصار الرجل يرون في ذلك مجرد صراع على جوائز أممية كانت من نصيب ولد اعبيد.
ولد أعبيد الذي ظهر بشكل خجول في حملة المرشح للانتخابات الرئاسية 2007 الزين ولد زيدان المدعوم أنذاك من طرف أباطرة نظام الرئيس السابق معاوية ولد الطايع ،لاقى خطابه الحقوقي القوي والصادم عن العبودية تجاوبا واسعا من طرف فئة "لحراطين" ورأى فيه البعض خطرا على أمن البلاد خصوصا أن خطابه كان مباشرا واتهم العلماء باستخدام الدين لتبرير العبودية ، أحرق بيرام الكتب المالكية التي يرى أنها تبرر العبودية ، خرجت المسيرات ، وسجنه عزيز وأطلق سراحه بعد ذلك ، ليخرج بخطاب أكثر حدة ، وحين قاطعت المعارضة الموريتانية انتخابات 2014 ، احتاج عزيز لبيرام فتمت تزكيته وتلقى الدعم من رجال أعمال مقربين من عزيز .
في الانتخابات الرئاسية الأخيرة منح بيرام الخارج لتوه من السجن الترخيص للترشح ، وأوعز رئيس الحزب الحاكم في موريتانيا بأوامر عليا لمستشارين بلديين بتزكية ولد اعبيد ، كما ضغط ولد عبد العزيز لحلوله في المركز الثاني وهو المركز الذي كان ولد بوبكر يستحقه وفق المراقبين ، لكن اتصالات عليا غيرت الترتيب ، بعدها هدأ بيرام الوضع في الأحداث التي شهدتها البلاد وأدت لانقطاع الإنترنت ونزل الجيش للشارع .
هل هناك أياد خفية توجه بيرام أم أن الرجل يلعب على جميع الأصعدة، المؤكد أن بيرام ورقة صعبة وتربع على عرش الحقوقيين في البلاد، فهل يستطيع المزج بين منصبه السياسي و دوره الحقوقي ، المعطيات تشير أنه في الطريق لخسارة أحدهما ، وهو بين اختيار ترخيص حركة "اير" الحقوقية أو حزب "الرك" .
الفتاش