استبعد عضو لجنة تسيير حزب الاتحاد من أجل الجمهورية بيجل ولد هميد إقدام الرئيس محمد ولد الغزواني على حل البرلمان، مردفا أنه يتوقع أن يكمل البرلمان الحالي مأموريته.
وقال ولد هميد في مقابلة مع الأخبار إنه يرى أن "هذه القضية لم تعد مطروحة".
وأضاف ولد هميد: "البرلمان الحالي يعمل مع الحكومة، ومع الرئيس محمد ولد الغزواني، والرئيس هو الذي يتمتع بصلاحيات حل البرلمان، ولن يفعلها، لأنه يبحث عن أغلبية وتلك موجودة الآن، ومن الواضح أن ما تم القيام به كان على علم به ويحبه، بمعني أنه لا يوجد عامل يدفعه للإقدام على حل البرلمان. هذا ما أعتقده".
وعن موضوع مناديب مؤتمر حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، قال ولد هميد إن لجنة خاصة ستتخذ قرارا بشأن مناديب الحزب الذي ترشحوا ضده في الانتخابات التشريعية والجهوية والبلدية والنيابية 2018، وذلك بخصوص حضورهم للمؤتمر من عدمه.
وأكد ولد هميد أن استئناف مؤتمر الحزب ما زال في موعده في شهر نوفمبر القادم، مضيفا أن اللجنة المخولة باتخاذ قرار بشأن تأجيله من عدمه لم تجتمع إلى الآن.
وأضاف ولد هميد أن اللجنة التحضيرية التي يرأسها خلصت في تقريرها إلى استنئاف المؤتمر في نوفمبر، لافتا إلى وجود حديث بخصوص التأجيل، لكن أي قرار بهذا الشأن لم يصدر بعد.
وتناولت المقابلة نظرة ولد هميد لتجديد هيئات الجمعية الوطنية، وتقييمه لمائة يوم الأولى لحكومة ولد الشيخ سيديا، والعلاقة بين الرئيسين محمد ولد العزيز ومحمد الغزواني، ومواضيع أخرى.
وهذا نص المقابلة:
الأخبار: جرت انتخابات تجديد هيئات الجمعية الوطنية، وتم استبعادكم من منصب النائب الأول للرئيس، كيف ترون هذا الأمر؟
بيجل ولد هميد: هذه مسألة طبيعية، في كل سنة يتم تغيير المكتب باستثناء الرئيس لأن الدستور ينص على أن له مأمورية من خمس سنوات، أما التغييرات الأخرى فهي مسألة عادية كانت تحدث كل عام بدون ضجيج، بل دون أن يطلع عليها أحد.
الأخبار: ولماذا أثارت الجدل الآن – برأيكم - ؟
بيجل ولد هميد: السبب الذي جعل الجمهور يطلع عليه الآن، ربما يكون السبب هو أنا، في الحقيقة، بعض الأشخاص يكون للصحافة اهتمام خاص بهم، وقد يكون لهذا الاهتمام دافعين، أحدهما التقدير والاحترام، والثاني محاولة كشفه.
وأرى أن هذا هو سبب الجدل الذي دار حول تجديد مكتب الجمعية الوطنية.
الأخبار: وهل كانت لديكم رغبة في التمديد لكم في هذا المنصب؟
بيجل ولد هميد: لم أقل هذا فيما مضى، ولم أقلها الآن، وعند ما بدأت إجراءات التجديد لم أطلب التمديد، فأنا في قيادة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، وهو الحزب المسؤول عن الملف، وقد اجتمعت لجنته لنقاش الموضوع، وفضلت التغيب عن اجتماعها لأن الأمر يعنيني.
كما أنني لم أطلبها عند ما انتخبت لها العام الماضي.
الأخبار: التقيتم الرئيس محمد ولد الغزواني خلال الأيام الماضية، هل ناقشتم معه هذا الموضوع؟
بيجل ولد هميد: لقد دونت عن لقائي مع الرئيس، وذكرت أننا تطرقنا في محادثاتنا للعديد من الملفات التي تتعلق بالشأن العام، وطبعا كانت هذه إحدى النقاط التي تناولها النقاش، ولا أريد الخوض في المزيد من التفاصيل حول هذا اللقاء.
الأخبار: دونتم إبان تشكيل الحكومة، بأن المنطقة التي تمثلونها تم تهميشها لأول مرة، حيث خرجت من الحكومة، هل ما زالت لديكم هذه الملاحظة؟
بيجل ولد هميد: سبق وأن قلتها، وسأقولها الآن، إن أهل كرمسين كانوا من المساندين للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، كما أن كل الحكومات التي تم تشكيلها خلال السنوات الأخيرة كانوا ممثلين فيها، وقد أبديت هذه الملاحظة في وقتها.
الأخبار: وهل كانت من النقاط التي تم نقاشها مع الرئيس
بيجل ولد هميد: لقد تحدثت سابقا عن النقاط التي ناقشتها مع الرئيس، ولن أزيد على ما قلته سابقا عنها.
الأخبار: تترأسون اللجنة التحضرية لاستئناف مؤتمر حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، متى تتوقعون أن ينعقد هذا المؤتمر بعد الحديث عن تأجيله؟
بيجل ولد هميد: هل تم تأجيله؟
الأخبار: تحدث عن تأجيله عدد من قادة الحزب، وبرروا الأمر بتزامن الموعد الذي كان محددا له مع احتفالات الاستقلال، ومع مهرجان المدن القديمة؟
بيجل ولد هميد: جرى الحديث عنه، لكن – إلى الآن لم يتم تأجيله، لأن الجهة المسؤولة عن تأجيله هي اللجنة المكلفة بتسيير الحزب، وهذا لم تجتمع حول الموضوع إلى الآن، أحرى أن تتخذ قرارا بتأجيله. وبالتالي فلا يمكن الآن القول إن المؤتمر تم تأجيله، فهو حتى الآن في موعده الذي حدد له، وهو شهر نوفمبر.
الأخبار: هل يعني هذا أنكم تؤكدون أن استئناف مؤتمر الحزب سيكون في شهر نوفمبر القادم؟
بيجل ولد هميد: قلت لك إنه ما زال في شهر نوفمبر، لأن اللجنة قالت ذلك، واللجنة التي كنت أترأس خلص تقريرها إلى ذلك. صحيح أنه بسبب ظروف معروفة قد يتم تأجيله، وخصوصا إذا لم يمكن تنظيمه في الموعد المحدد له، وفي حال تم ذلك سيتم الإعلان عنه.
الأخبار: الظروف التي يبرر بها تأجيل المؤتمر ليس فيها أي طارئ أو مستجد، وموعدها معروف منذ فترة، كاحتفالات الاستقلال، ومهرجان المدن القديمة، فلماذا لم تتم مراعاتها منذ البداية؟
بيجل ولد هميد: صحيح، أنه جرى الحديث عن هذه الظروف، لكن كما قلت، بالنسبة لنا – إلى الآن – المؤتمر ما زال في نوفمبر، وتأجيله حديث لدى البعض، ولم يتقرر فيه شيء رسمي إلى الآن.
الأخبار: يثار سؤال، حيث المشاركين في المؤتمر، هل سينعقد المؤتمر بالمناديب الحاليين، أم ستنظمون حملة انتساب جديدة؟ هل حسمت اللجنة شيئا بهذا الخصوص؟
بيجل ولد هميد: هذه النقاط ستجتمع عليها اللجنة للحسم فيها. وفي الحقيقة، عندما نتحدث عن المؤتمر فإننا نتحدث عن المناديب الذي تم انتخابهم من طرف المنتسبين، وهؤلاء لديهم مأمورية، ولهم الحق طيلتها في تمثيل الحزب، كما أن هناك أعضاء استحقاقيون كنواب البرلمان، ولهم في الحضور، أما البقية فسيأخذ فيها الحزب قراراته.
الأخبار: لكن بعض من انتخبوا مناديب عن الحزب في آخر حملة انتساب له ترشحوا ضده خلال الانتخابات التشريعية والجهوية والبلدية الماضي، هل ما زالوا يحتفظون بعضويتهم في الحزب؟
بيجل ولد هميد: هناك لجنة ستنظر في هذا الأمر، وتتخذ فيه قرارا.
الأخبار: الأسابيع الأخيرة عرفت اجتماعات شارك فيها بعض نواب حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، وتحدث تصريح رسمي صادر عن أحد الاجتماعات، عن العمل على إيجاد ذراع سياسية للرئيس محمد ولد الغزواني، ما رأيكم في هذا الأمر؟
بيجل ولد هميد: شخصيا، لا أحضر هذا النوع من الاجتماعات، ولا أحب الحديث عنه، أعرف أن البعض يحاول إيجاد خلاف بين ولد عبد العزيز وولد الغزواني، ويعول على هذا الخلاف في الحضور، وفي الحصول على مكاسب، وهذا تصرف غير مناسب، يمكن لكل شخص أن يحقق المكاسب التي يريد دون أن يثير الخلافات بين الآخرين.
لا وجود لأي خلاف بين الرئيسين محمد ولد عبد العزيز، ومحمد ولد الغزاوني، كما أن وجود خلاف بينهما ليس في مصلحة البلد، ولا في مصلحتهما شخصيا، ولا في مصلحة الاستقرار في موريتانيا.
وأقول هنا إن من كان مقتنعا بولد عبد العزيز أو بولد الغزواني فعليه أن ينضم لحزبهما حزب الاتحاد من أجل الجمهورية.
الأخبار: قلتم في مقابلة سابقة إن رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية سيكون من يحدده ولد عبد العزيز لو أراد ذلك، هل ما زلتم على ذلك؟
بيجل ولد هميد: نعم، ما زلت على ذلك الموقف. لكنني قلت شيئا آخر، والكثير من الناس نسيه، قلت إن ما محمد ولد عبد العزيز ومحمد ولد الغزواني صديقين، وإنهما أجريا مشاورات في جميع الأمور التي ينبغي أن تكون فيها المشورة، هذا مما قلته سابقا، وكل ما يتفقان عليه سيتم تنفيذه.
الأخبار: نحن نتحدث عن رئاسة حزب سياسي، يفترض أن يكون القرار فيها للمؤتمرين، ألا ترون أن هذا يشكل مصادرة لآراء المؤتمرين؟
بيجل ولد هميد: أنت تعرف موريتانيا، وتعرف المؤتمرين، ومن أين أتوا؟ وكيف سيملى عليهم ما سيقومون بفعله.
الأخبار: وفي حال تباين الآراء بخصوص رئيس الحزب؟
بيجل ولد هميد: لن يكون هناك تباين في الآراء، لأن الموريتانيين متفقين على أن..
الأخبار: أقصد الرئيسين
بيجل ولد هميد: ما اتفقا عليه سيتم تنفيذه.
الأخبار: وفى حال عدم اتفاقهما؟
بيجل ولد هميد: سيتفقان، ما السبب الذي يجعلك لا تريدهم أن يتفقوا؟
الأخبار: مجرد افتراض
بيجل ولد هميد: أقول لك إنهم متفقين، وسيتفقان على ما سيحدث.
الأخبار: عادة بعد مائة يوم الأولى للحكومة يبدأ تقييمها، وقد اقتربت حكومة ولد الشيخ سيديا من إكمال مائة يوم الأولى له، كيف ترون أداءها؟
بيجل ولد هميد: أعتقد أن الأمور على ما يرام، لا توجد أي مشكلة، نفس الأشخاص الذين كانوا هناك ما زالوا هناك أو أغلبهم، والعمل ما زال بصفته، أنا شخص معروف، وسبق وأن أعلنت أمام ولد عبد العزيز بأنه لا يمكنه الترشح لمأمورية ثالثة، لكن قلت في الوقت ذاته إن النظام نظام واحد، هذين الشخصين نفذا ثلاثة انقلابات عسكرية معا، وحكما البلاد معا لمدة 12 سنة كانوا يسيرون فيها البلد، لماذا نتوقع حدوث خلاف بينهما اليوم؟
ولد عبد العزيز حكم البلاد لمدة 10 سنوات، وبإمكان ولد الغزواني هو الآخر أن يحكم البلاد لمدة 10 سنوات لكنه لا يمكنه أن يتجاوزها، هما متفقان ويتشاوران، وبنفس الأغلبية التي كانت موجودة.
الأخبار: الأغلبية شهدت بعض التغيير بانضمام بعض أحزاب المعارضة لها؟
بيجل ولد هميد: هذا كان يحدث دائما.
الأخبار: إذاً، بالنسبة لكم لم يتغير شيء؟
بيجل ولد هميد: لم يتغير شيء، هذا كان يحدث دائما، ففي سنوات محمد ولد العزيز، 11 سنة التي حكم فيها موريتانيا كنت أعارضه وأرميه بالحجارة وأشتمه، وبعد ذلك انخرطت معه في حوار ولست وحدي هناك أشخاص مثلي، كما أن بعض الأشخاص الذين كانوا مقربين من ولد عبد العزيز في فترة حكمه يمكنهم أن يذهبوا إلى المعارضة.
الأخبار: هل تتوقع أن تتم معارضة ولد الغزواني من طرف بعض رموز نظام محمد ولد عبد العزيز؟
بيجل ولد هميد: لا أتوقع ذلك، لكني قلت إن السياسة هكذا دائما.
الأخبار: كنتم خلال العشرية من أبرز رموز اتجاه سياسي عرف بالمعاهدة، ما الذي بقي من هذه المعاهدة؟
بيجل ولد هميد: المعاهدة التي كانت موجودة، لم تعد موجودة.
الأخبار: كانت الكتلة الثالثة التي تشكل الجسر بين الكتلتين الموالية والمعارضة، هل تعتقدون أن لم تعد هناك حاجة لهذا الجسر؟
بيجل ولد هميد: الحوار الذي كان يجمعنا انتهي، وبعضنا ذهب إلى المعارضة كعبد السلام ولد حرمه، أما الرئيس مسعود ولد بلخير فقد انضم إلى الأغلبية، لكني سمعت بأنه عاد إلى المعارضة لكنني، ولم ألتق به.
الأخبار: عرفتم في مساركم السياسية بالصراحة، هل تذكرون قرارا سياسيا ندمتم على أخذه، وآخر ترون أنه كان صائبا 100%؟
بيجل ولد هميد: لا أتذكر، لأني لم أتخذ قرارا سياسيا إلا بعد دراسته مع الأشخاص الذين أتشاور معهم والأشخاص الموجودين معي في الحزب.
وإن كان من شيء أسفت عليه، فهو بعض الخلافات التي حدثت بيني مع بعض الرموز السياسية التي كنت أعمل معها، وقد تمت تسوية هذه الخلافات ولله الحمد.
الأخبار: في موضوع آخر، هناك حديث عن احتمالية حل البرلمان، وسبق أن تحدثتم شخصيا عن الموضوع سبتمبر الماضي، هل ما زلتم ترون أن هذا الخيار مطروح؟
بيجل ولد هميد: أرى أن هذه القضية لم تعد مطروحة.
الأخبار: هل تتوقعون أن يكمل البرلمان الحالي مأموريته؟
بيجل ولد هميد: البرلمان الحالي يعمل مع الحكومة، ومع الرئيس محمد ولد الغزاوني، والرئيس هو الذي يتمتع بصلاحيات حل البرلمان، ولن يفعلها، لأنه يبحث عن أغلبية وتلك موجودة الآن، ومن الواضح أن ما تم القيام به كان على علم به ويحبه، بمعني أنه لا يوجد عامل يدفعه للإقدام على حل البرلمان. هذا ما أعتقده.
الأخبار: في حال صدر قرار بتأجيل مؤتمر حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، ما التاريخ الذي تتوقعون أن يتم اختياره؟
بيجل ولد هميد: لا يمكنني أن أجيبك على هذا السؤال، لأن المؤتمر لحد الساعة ما زال في موعده المقرر، أي أنه سيتم تنظيمه في نوفمبر القادم، إذا كان سيتم تأجيله لا بد أن تجتمع اللجنة المكونة من 28 شخصا، ويعطي كل واحد منهم رأيه، وبعد ذلك يتم نقاش الموضوع واتخاذ قرار فيه.
الأخبار: هل سيحضر الرئيس محمد ولد عبد العزيز استئناف المؤتمر؟
بيجل ولد هميد: تقصد، هل سيحضر المؤتمر، بإمكانه أن يحضر.
الأخبار: هل ترجحون أن يحضر؟
بيجل ولد هميد: لا يمكنني أن أتتدخل فيما سيقوم به، وفي برمجته، لكن أتوقع أن يحضر.
الأخبار: هو الرئيس المؤسس للحزب، وهو أول منتسب؟
بيجل ولد هميد: بإمكانه أن يحضر لأنه هو المنتسب الاول، ومن الممكن ألا يحضر إذا كان يفضل هذا الخيار.
الاخبار