وتر حساس.......دوامة الجدل المعيق "الولي سيدي هيبه

خميس, 10/10/2019 - 19:29

عرفت منذ قديم الزمان بلادُ "اشطاري، رد لخبار" بحب الجدل العقيم، المثير للخلاف والفتن وتصغير الشأن، نظما ونثرا، وباستساغة ما ينتج عنه هذا الجدل من خلافات مزمنة تتغذى على القرائح السلبية التي لا ينضب أبدا معين إلهامها ولا يفتقر قاموس مفرداتها. 
أنها حالة نفسية وخاصية اجتماعية فريدة صنعت على مر الحقب شعبا ينبذ العمل والإنتاج وتنتشر فيه عادة "التسول" بأقنعة تزخرفها قوة النعوت والأوصاف الفاضلة؛ حالة مزدوجة صنعت "نفاقا" لا يحمل اسما، لا لون له أو طعم لأنه فاقهما بخلق تناقض وحدهما في ميوعة الطباع والمزج بين الفاسد والصالح حتى لا قطع بحكم في أمر، فكل شيء مرفوض وكل شيء جائز لازدواجية زاوية النظر.
وجاءت وسائل التواصل الاجتماعي لتزيد مساحة هذا "البذخ اللفظي" السام، وترفع وتيرة العزوف عن العمل المنتج.
فلا عجب إذن أن يضيع جل الوقت في التعاطي "الجدلي" الرخيص، عبر وسائط الاتصال الاجتماعي، لفظا وكتابة على حساب الإنتاج الفكري البناء. إنها المجادلات عقيمة، ألسنتها وأقلامها الملقاة على عواهنها إعلاميون وجامعيون فقهاء وقانونيون وسياسيون، والمثرون لجوانبها الخلافية بمفتعل الحجج ومشوه النصوص بالتأويل الجزافي من كل فئات وأطياف المجتمع في تفاوت مستوياته ومتباين آرائه ودوافعه، حتى تجرأ البعض على "الثوابت" وجوهر "المعتقد" الصحيح واستسهل البعض الآخر "التكفير"، وطُعن في "القيم" خيرها ورفع الحرج عن رديئها واختلط الحابل بالنابل وضاع الزمن كأنه مطية للهوان المعيق المتعمد.