في العالم الإسلامي، من أندونيسيا إلى المغرب إلى نيجيريا، ارتفعت إلى عنان السماء مآذن مساجد تركت على الوجود بصمات خالدة بهندستها وسعتها، شيدتها الشعوب والحكومات لتبقى شاهدا حيا على تعلقها بدينها وسموه.
بالجوار الملاصق، في مدينة "طوبا" بالسينغال انتهى العمل في بناء أكبر مسجد بغرب إفريقيا وبجهود ذاتية من المسلمين السينغاليين أغلبهم من أتباع الطريقة "المريدية" الصوفية، بينما هنا، في بلاد "الألقاب الكبرى" والألمعيين وحماة الاسلام، عجزنا حتى الآن عن تشييد المسجد الذي كثر الحديث عنه وأكل تمويله الخارجي هبة وتبرعا مرات، ولم يزل حلما تشتهي العيون رؤيته والمصلون ردهاته والآذان آذانه إن تعالى في مناراته.
فمتى نتبع القول فعلا؟ أم أننا إن اهتدينا وفعلنا فلن نكون نحن؟ أهل كلام لا ينضب معينه وفعل لا تطلع شمسه.