أمين شيغالي
منذ أول يوم للرئيس الحالي محمد الشيخ ولد الغزواني في القصر الرمادي اعتبر بعض المراقبين أن العد التنازلي لعمر البرلمان الحالي قد بدأ، إلا أنه حتى الآن لم تتبين الأمور بعد، وإن كانت تسريبات تقول إن الرئيس يخطط في بداية مأموريته لما يراه أولوية من أجل اسبتباب الحكم له، ومن أجل أن يستطيع القيام بمهامه في جو مناسب.
راج أن على رأس هذه الألويات حل البرلمان، وكذلك إنشاء حزب سياسي جديد، وإن كان أطر حزب الاتحاد من أجل الجمهورية استبقوا هذا الاحتمال بإعلانهم للدعم اللامشروط للرئيس، وهو إعلان وإن كان يكشف عن براغماتية سياسية، ولكنه يكشف من جهة أخرى أن الرئيس لم يعط إشارات واضحة بشأن تبنيه للحزب، فكان لزاما أن يقوم أطره بخطوة إلى الأمام لعله يتقدم إليهم بخطوة، وهو ما لم تظهر بوادره حتى الساعة، مما يعني أن خيار استحداث هيكل حزبي جديد يظل واردا بشكل كبير، خاصة في ظل مخاوف من تكرار تجربة “الكتيبة البرلمانية” التي كانت رأس الحربة في الانقلاب على الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله.
الأخبار الرائجة التي تؤكد التقاء الرئيس بعدة برلمانيين ومن بينهم رئيس الغرفة ونائبه، وكذلك الأنباء التي تحدثت عن مطالبة الرئيس بدورة برلمانية استثنائية، كلها مؤشرات ربما لطبخة ما تجري في الخفاء، قد تضم فيما ستضمه من حوار مع المعارضة حل البرلمان الحالي، وتنظيم انتخابات جديدة.
في حالة إذا ما تم حل البرلمان، فإنه من المحتمل أن تعود بعض الأصوات المعارضة التي لم تجد فرصة في البرلمان الماضي، وقد تختفي بعض الشخصيات الأخرى من هذه الغرفة.
ليست هناك معلومات دقيقة يمكن الاعتماد عليها من أجل الإجابة النهائية على مصير البرلمان الحالي، ولكن الظروف والإشارات، وكذلك طبيعة الغموض الذي يلف المشهد السياسي لا شك، أن كل هذا سينقشع في الأيام القادمة عن قرارات لم تتضح طبيعتها بعد، وقد يكون من ضمنها حل البرلمان الحالي على الأرجح.
تقدمي