من أشد اللحظات مخالطة للنفس؛ سرورا وبهجة؛ هي التي يتداعى فيها إلى سمعك خبر مفرح بحق أخ كريم يفيض طموحا وثقة وإيمانا لبلوغ ذرى المجد والرفعة والفخار..
ذلك بالضبط ما وقع معي حين علمت بتعيين أخي الداه ولد سيدي ولد أعمر طالب وزيرا للشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي؛ فتدفق القلم بهذه السطور من غير استئذان ولا انتظار:
بين أصالة المعدن والمنبع الخصبٌ وحسن التربية؛ نشأ الداه ولد سيدي ولد أعمر طالب في أسرة حازت جميع مراتبٌ المجد الذي تنوعت أزاهير رياضه الغنّاء تمسكا بنهج لا يتخلف لحظة؛ وسُنَّة لا تتبدل ابدا؛ فهي فطرة الآباء التي تمكنت من شغاف قلب فتًى ترقى منذ نشأته في درجات الرتبٌ الرفيعة؛ فكان فتًى عزَّ نظيره كما الكبريت الأحمر؛ أنْقَى من قطرٌ الندي الهاطل مع الغيوم؛ كنزه القناعة، وايمانه راسخ كالجبال؛ عالم حبرٌ؛ أخلاقه كريمة ؛ومجالسته غنيمة.. خطيب مفوه دون تكلف؛ بل عن دراية واتقان؛ يجاهر بالقول المبين المؤسس بحجج تؤنس؛ ولا تسوء.. إذا تكلم جلّى؛ وإذا كتب أعلى.
تعيينه وزيرا للشؤن الاسلامية والتعليم الأصلي هو "برج سعد" للحكومة الجديدة ولفتة كريمة تفرض على الابتسامة أن تلزم الوجوه والفرح أن يسكن شَغاف القلوب فلا يبرحها.
الداه ولد سيدي ولد أعمر طالب "الوزير الشاب" والقاضي النزيه" والعالم المتمكن: أنبت الخير وسقاه ورعاه حتى يأتي أكله الضعفين في محظرته "بتنويش"؛ فوصل أرحاما أمر الله أن توصل بالرعاية دون مَن أوأَذًى؛ ونصح دون إساءة؛ ولا عتاب ولا تجريح.
وعلى ذكر " تنويش"؛ فقد أختارها مكان قصيا تحفه الرمال الزاحفة بغية أن يحفر في تلاميذته وطلابه قيم الزهد والتعفف والقناعة؛ فكانت فاتحة لطف تهطل على المستضعفين؛ فتدفق عليها فتية أماجد من كل البقاع لينهلوا من عبق عطائها حتى خرَّجت أجيالا من حملة كتاب الله والمتخصصين في علوم اللغة وفنون الأدب؛ فضلا عن علوم المنطق والأصول..
ولأن المطر هو الذي ينبت الورد وليس الرعد؛ فإن: العلم يجدي ويبقى للفتى أبدا: والمال يفنى وإن أجدى إلى حين
فهو الذي يبني الطباع قويمة؛ وهو الذي يبني النفوس عُدولا
ترليون من التبريكات لكم معالي الوزير ولنا جميعا شعبا وحكومة ودولة.
اعل ولد البكاي