الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد فهذه الحلقة الرابعة من هذه السلسلة، أخصصها للحديث عن إصلاح الإدارة التعليمية، وأعني بالإدارة جميع الجهات المشرفة والوصية والمنظمة للعملية التعليمية، فتشمل الوزارة ومؤسساتها المركزية، والإدارة الجهوية، وإدارة المنشأة بما تشمله من تفاصيل.
وأولى المقترحات في كل توظيف ومسؤولية : اعتماد أساس متين من الكفاءة والأمانة، ومن مقتضيات الكفاءة الخبرة والتخصص.
ثم إنشاء "مصالح" أو "مديريات" متخصصة تتابع كل منها مجالا يعنيه، وتتابعه عبر فروعها الجهوية، بشكل فني مهني مستقل، ومن تلك المديريات – مثلا لا حصرا – المديريات المعنية بالمجالات التالية:
- المناهج؛ إنشاء وتقويما وتطويرا.
- الأشخاص؛ معلمين وإداريين ومفتشين، من حيث الرتب الوظيفية، والترقيات والتحويلات، والحوافز والعقوبات....إلخ.
- التدريب والتكوين؛ بإقامة الدورات والورشات، والتعاون مع مؤسسات التعليم العالي المتخصصة في إعداد المعلمين.
- الشؤون الإدارية.
- الأساليب التعليمية؛ من حيث توفير الأجهزة، والمعامل، والمكتبات، مع رصد أنجع طرق التدريس وتطويرها وتجديدها.
- الجوانب التربوية المؤسسة على مفاهيم علم التفس التربوي، والحقائق العلمية التربوية، وإشاعتها والتعامل وفقها، وتشمل شؤون التلاميذ.
- التفتيش والتقويم الإداري والتربوي.
- الامتحانات دورية وفصلية وسنوية.
- الأنشطة اللاصفية؛ بإيجاد موجهات لها، ووضع خطط هادفة متوخاة منها.
- المنشآت (المباني) إيجادا وصيانة وتطويرا وملاءمة.
- المتعاقدون والخبراء، وكيفية الاستفادة منهم، لمهام محددة، وعقود قصيرة.
- العلاقة بأجهزة الدولة الأخرى المعنية؛ ضمانا لتنفيذ خطة التعليم كاملة.
- المالية.
هذا ولا يهمني هنا تكثير الإدارات ولا تقليلها؛ بقدر ما يهمني تخصصها وإفرادها بمسؤوليتها.
أما على مستوى المدرسة الواحدة فينبغي أن تشكل خمس إدارات متخصصة على النحو التالي:
- إدارة عامة مكلفة بالإشراف على الجميع، والسهر على تنفيذ كل جهة لعملها الخاص بها.
- إدارة الدروس؛ المعنية بتنفيذ الخطة التعليمية من حيث؛ إيجاد الكتب المنهجية، وإحضار المعلمين، وإعداد الجداول (الرئيسة والاحتياطية)..... إلخ.
- الإرشاد التربوي؛ ويعني بدراسة الحالات النفسية والتربوية للتلاميذ، واكتشاف الحالات غير الطبيعية (ذكاء فائق أو ضعف شديد) وابتكار حلول لاستغلال تلك وعلاج هذه، ومعرفة ظروفهم المختلفة.
- المراقب؛ ويعنى بالضبط العام؛ من حيث التأكد من دخول التلاميذ للفصول، ووجود المعلمين معهم، وضبط الساحات وغيرها داخل المدرسة.
- المالية.
وفي الختام:
ليس المهم تعديد وتشقيق المهام والإدارات، ولا تكثير الموظفين، وإنما المهم الاعتناء بكل مجال، وتخصيص مكلفين به بالقدر الذي يمكنهم من العناية به – منفرداً – على الوجه الأكمل.
وتبقى جوانب أخرى لا يتم النجاح المرجو بدون العناية بها، سنبين بعضها في الحلقات القادمة إن شاء الله.