تشهد أسواق نواكشوط كلما اقترب أحد الأعياد ارتفاعا في أسعار الملابس والأكسسوارات، وذلك لما يعرفه الناس من إقبال على هذه البضاعة، ولا سيما من طرف الشباب والنساء والأطفال، إلا أن الأسواق هذه المرة تمتاز بمستوى من عدم النظافة غير مسبوق، خاصة بعد أن توقفت البلديات والأجهزة المسؤولة عن تنظيف هذه الأسواق عن العمل، مما فاقم إنتاج النفايات التي تكدست في زوايا هذه الأسواق، وخاصة في سوق العاصمة المركزية المعروفة ب”كبيتال”.
في سوق العاصمة حيثما يممت وجهك من الجهات الأربعة تتعثر بأكوام من القمامة وبأكداس من النفايات البلاستيكية ومن بقايا الأطعمة، وهو ما ينذر بكارثة صحية عامة خاصة مع اقتراب موسم هطول الأمطار، وتكاثر بؤر المياه والمستنقعات في ظل غياب صرف صحي شامل في المدينة.
في كل زاوية أكوام من القمامة وأطنان من الأوساخ التي تتجمع على شكل مستعمرات من الجراثيم والبكتيريا، حيث تفوح الروائح السيئة للمواد المتحللة في كل اتجاه، وكل ذلك في ظل غياب تام لأدنى معايير النظافة و الاحتراز، إذ من الشائع أن يلقى المرء على مقربة من هذا المناخ غير الصحي طاولات صغيرة يجلس حولها زبناء وباعة “الكبدة” أو “بنيه” أو المشروبات المعلبة في قناني معاد تدويرها أصلا لاستعمال، بدون إعطاء أية أهمية لمعايير الصحة، أو تعقيم الآلات الحادة التي يتم استخدامها مع أكثر من زبون.
قمامة في كل مكان أسراب الذباب والبعوض تسرح في جو من الفوضى والتلوث من المنتظر أن يتفاقم مع أيام عيد الأضحى الذي يتضاعف فيه عدد الزبناء وبالتالي إنتاج المزيد من القمامة والتلوث، في ظل غياب أي اهتمام من طرف الجهات الرسمية بما يمكن أن ينجر عن ذلك من مخاطر صحية قد تؤدي إلى كارثة عامة تشكل خطراً على حياة المواطنين.
تقدمي