والده سيد أحمد لما شيد منزلا لافتا فى وقته،من "حجرة أطار القوية الجميلة"،قبالة المستشفى المركزي بأطار،فى أواخر الخمسينات،عرض عليه الفرنسيون مبلغا معتبرا، لشراء المنزل الفخم،لكن سيد أحمد ولد محمد محمود ولد داهى اختار المنزل ذخرا،بإذن الله،و مسكنا فى الفردوس الأعلى من الجنة، و نسبا سرمديا،لأسرة أهل داهى، خصوصا، و "إدولحاج "عموما،بأنهم اختاروا، عن إيمان و يقين و قصد و سبق إصرار ،الآخرة على الدنيا ،فأوقف سيد أحمد المنزل محظرة للتعليم ،لوجه الله تعالى .و ما زالت المحظرة قائمة،و تعرف شهرة بمحظرة محمد لمين ولد محمد لبشير ،رحم الله الفقيه العلامة محمد لمين ولد محمد البشير و واهب مقر المحظرة، الناجحة المتميزة،ما شاء الله،سيد أحمد ولد داهى،صديق والدى، عبد الرحمان و لد أحمد محمود ولد اعبيدن،رحمه الله،و رحمنا إذا صرنا مثلهم .
و هكذا بسبب صدق علاقة الراحلين،والدى و سيد أحمد،و رثت أنا و محمد محمود ولد سيد أحمد ولد داهى نفس الصداقة و الصلة و المحبة فى الله،و هكذا عمل محمد محمود ولد سيد أحمد ولد داهى على محاكاة أعمال البر ،التى يقوم بها والده ،لوجه الله فحسب.
فظل قيوما على المحظرة العريقة المعطاء بأطار و كذلك العناية بالأهالى فى وادان و أطار و غيرهما من ربوع الوطن،ضمن شبكة علاقات واسعة،طبعتها من جانبه الأريحية و المودة و الخدمات الكثيرة، بروح مرحة، عارفة بطبائع الموريتانيين.
و هكذا على نفس النهج بنى خلف منزله بنواكشوط،المقر المؤجر للسفارة التركية حاليا ،مسجدا تقام فيه المكتوبات الخمس .
ولد محمد محمود ولد سيد أحمد ولد محمد محمود ولد داهى سنة ١٩٦١ بأطار،و تخرج مهندس جسور من روسيا،سنة ١٩٨٦،و تدرج فى وزارة التنمية الريفية،من رئيس مصلحة إلى مدير مساعد إلى أن عين أمينا عاما ،سنة١٩٩٦،بنفس الوزارة،التى خبرها ميدانا و عمالا .
كما عين لاحقا سفيرا بروسيا،و هو الآن ،رغم الخبرة و الكفاءة العالية و التجربة الطويلة المتنوعة،دون عناية وظيفية رسمية،ضمن مسار طبع بعض المرحلة المنصرمة،التى تتضرر منها بعض أطر آدرار بوجه خاص و موريتانيا عموما.
و نتوق اليوم لتجاوز ذلك ضمن سياسة الإنصاف و تعيين الرجل المناسب فى الموقع المناسب،تكريسا لدولة القانون ،و بعيدا عن الزبونية الضيقة الإقصائية،لا قدر الله.