مهما تعددت الإنجازات الشكلية المظهرية وارتفعت إلى عنان السماء البنايات الشاهقة وكثرت الأسواق وغصت ببضاعة الرفاه المستوردة من مشارق الأرض ومغاربها وتعرجت بينها الطرق وفي الأحياء الراقية، ومهما تعددت كذلك المصارف وامتلكها الصبية والنساء والشيوخ بين عشية وضحاها فآوت أموال النهب والتبييض والصفقات المشبوهة، ولم يلامس ذلك كله احتياجات الشعب في غالبيته والتنمية المتوازنة العادلة بكل أوجهها، فإن ذلك لهو المؤشر الأكبر على فساد الحكامة ومن تولوا حقائبها وتسيير شؤونها.
هنا تنزل بقوة مضمون خطاب التنصيب لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ليحمل معاني:
• التصحيح المنتظر،
• وتوجه دفة الحكامة إلى تقويم كل الاختلالات التي
أوجدت مظهرا براقا يحجب الحقيقة المرة المتجلية في نسبة الفقر الساحقة وغياب البنى الضرورية وضياع التعليم وهشاشة الصحة وارتفاع الأسعار وندرة مياه الشرب والطاقة، وهي كلها من ضميم اهتمامات رئيس الجمهورية ذكرها وعددها وتوقف عندها واعدا ومتعهدا بحلها.
وبالطبع فإنه لم ينس أن يذكر في الخطاب الشامل بأن مقدرات الدولة وأموالها خط أحمر ستتوقف عنده المطامع وأنه من بعد أن تحرر للعدالة الأيدي سيتم تقصى أخبار الأموال والعقارات التي أخذت عنوة لتعود إلى الدولة ويحاكم المختلسون حتى ينالوا جزاهم الأوفى.