قلب المفاهيم /عبد الفتاح أعبيدن اسطنبول

خميس, 11/11/2021 - 20:36

تحركت الدولة بسرعة خيالية،بمجرد صدور فوكالات تتحرش نسبيا، بشخص الرئيس أو بعض الوزراء،و أقرت الحكومة قانون حماية الرموز،و لم تزل قوى التملق تتحرك بمثابرة،و على جميع المستويات،حتى أقر هذا القانون السخيف المثير للجدل!.
أما حرمات المواطنين و مصالح المواطنين الاستعجالية،من ماء و كهرباء و طريق سالك و أمن،فيبدو أنها ليست الأولوية،بحكم أنه على الأرض، بعض المدن عطشى و طرقها متهالكة و العمليات الإجرامية مستمرة،و مع ذلك لم تحظى بهذه الدرجة من التهويل الإعلامي،الذى حظي به الرئيس،حين انتقده بعض مواطنيه،لهم الحق فى لومه!.
و قد نسي الرئيس و طاقمه،أنهم و إياه،مجرد مكلفين بمهام لدى الشعب،فجاز تنبيهم و الصراخ فى وجوههم،حين يقصرون،أما هذه الحماية التى وفرت لهم، فمن من؟!،لم نلاحظ مواطنا هجم عليهم هجوما مخالفا للمألوف، من الهجوم السياسي و الإعلامي،لدى الأنظمة السابقة و لدى كل الأنظمة فى العالم المتحضر!.
الأولوية لمصالح المواطن و لتأدية أمانته،و ليس لبعض الأشخاص الفاشلين،الذين تريدون رفعهم لمستوى القداسة و الحصانة الزائفة،و الأيام بيننا سجال،و ستؤكد لكم ما تتجاهلونه،من أنكم لستم سوى مأتمنين و مكلفين بمهام،و من قصر لزم تنبيهه،أما أن يستمر فى فشله و تقصيره،و يحاول حماية نفسه من ألسنة و أقلام المتضررين،أو من ينوب عنهم،فذلك مدعاة للضحك و الاستغراب،و هو أمر دفع بعض المدونين،منذو أمس، بعد تمرير القانون المشؤوم،لإطلاق اسم فنزويلا على وطننا و إطلاق تسميات هزلية على الرئيس،أشد سخرية من ذى قبل،مما يدل حتى الآن، على أن فرض هذا القانون،أدى و سيؤدى إلى نتائج عكسية متصاعدة،كما أنه غير قابل للتطبيق،و إن حرصوا على تطبيقه جزئيا،فستمتلئ سجونهم و يجدون أنفسهم فى حيز و منعطف مثير، من الصدام و التصعيد،كما أن ما يحرى من ادعاء الحوار و التشاور، سيصل لأبواب موصدة و جدر صماء،هم من أقاموها،عبر هذا التصعيد و الضغط و التضييق،و ستنسحب المعارضة،كليا أو جزئيا، من هذا الحوار الفاشل،حرصا على بعض المصداقية،و سيسير النظام القائم، من فشل إلى فشل أوسع،لأنه اختار طريق و سبيل التصعيد و التشدد،و رسول الله،صلى الله عليه و سلم،ما خير بين أمرين،إلا اختار أيسرهما.
و رغم هذا الجو الموبوء بفيروس العناد و التصعيد،إلا أن الحرص على التهدئة و الاستقرار ضروري و ملح،عسى أن نتجاوز هذه القنطرة من التصامم عن الحكمة و المرونة و الاغترار بالنفوذ العابر المؤقت!.