وتر حساس...الثقافة نزيف من دون مردود"الولي سيدي هيبه

خميس, 15/08/2019 - 14:52

مقرات باهظة الإيجار غالية الأثاث وميزانيات سنوية تقدر بالملايين من الخزينة العامة والنتائج هزيلة. تلكم هي حال مؤسسات موريتانيا الثقافية ذات الأسماء البراقة والمهام الوهمية الرنانة التي تعمر بضجيج الادعاء خواء الفضاء الثقافي والفكري والفني والتاريخي.
حقيقة مرة ساهمت عمدا في تمييع السياسة الثقافية والفكرية والتاريخية والفنية. 
لا المدن القديمة نهضت بمهرجاناتها الباهظة التكاليف والمنتقاة "المستفيدين"، والسلبية الآثار عليها، فأفصحت عن كنوزها وسر تألقها في الماضي، 
ولا اتحاد الأدباء والكتاب خلق إشعاعا وأثرى مكتبات وأحسن تمثيلا في المحافل العربية والقارية والعالمية، 
ولا جائزة شنقيط أحيت نبضا إنتاجيا تفاخر به البلاد ويدفع عجلة الفكر والبحث والابداع إلى منطلق في أي حقل بعيدا عن التكرار والجمود، 
ولا التاريخ الإشعاعي والجهاد البطولي للأجداد وجد نصيبا من الكتابة الرصينة الصادقة والتبيين العلمي المنهجي والتثمين التربوي على الرغم من تعدد الأطر الادعائية ذات التمويل الحكومي، وأخرى قهرية تعمل بمنطق التحريف ذي الصبغات القبلية والجوية والانشائية الفرضية،
ولا الفن أينع أو ازدهر على الرغم من وجود بعض الخلايا المنشأة والمندسة في قطاع الثقافة ولكن المشرفين عليها يكتنزون بها مالا من تمويلات لا تصرف في افن وإنها لأصحاب الإشراف والمدعين. 
فهل تراجع الميزانيات وتعاد صياغة هذه الأطر على أسس سليمة وتسند المهام فيها لقيادات مناسبة تؤمن بالأهداف وتمتلك أدوات الوصول إليها؟