لا تفصلنا سوى أيام قليلة على الدخول المدرسي والسؤال المطروح بحدة هو هل تستطيع الطبقتين المتوسطة والفقيرة تحمل تكاليف الأدوات المدرسية في ظل الغلام المستمر في كل المنتوجات .
الدخول المدرسي يأتي اسابيع قليلة بعد عيد الأضحى والذي يكلف البعض من المواطنين بيع أثاث بيته أو اقتراض مبلغ مالي حتى يخافظ على تماسك أسرته فبعض الزوجات لا يمكن ان تتسامح مع قضية حرمانها من أضحية العيد مهما كلف الأمر .
الوزارة الوصية على قطاع التعليم وعدت بالاعفاء الضريبي على الأدوات المدرسية القادمة من الخارج حتى تباع في الأسواق المغربية بأثمنة مناسبة في المتناول ومع ذلك وفي ظل غلاء كل السلع والبضائع والذي يتطور يوميا نحو الأسوأ وينذر بكارثة فمن المحال أن تكون الأدوات المدرسية في المتناول سيما وأنها في الموسمين السابقين عرفت غلاءا لا مثيل له .
الأدهى والأمر كون المناهج الدراسية الحالية أصبحت سخرية الجميع وكل موسم تطالعنا وسائل التواصل الاجتماعي بفضائح في المقررات الدراسية تشيب لها الولدان وإن دلت على شيء فإنما تدل على تعمد تكريه التلميذ في التعليم العمومي وإجباره على الانتقال للتعليم الحر الخصوصي والذي لا يستطيع له المواطن البسيط والمتوسط سبيلا لغلاء تكلفته .
كثرة المقررات والمناهج الدراسية كذلك تشكل عائقا وتحديا كبيرا أمام المواطنين الفقراء ومتوسطي الدخل. لم لا يتم تقليص هذا الكم الهائل من المقرارات والاعتماد على ما قل ودل كما كان الأمر في أيام آبائنا حيث كان التعليم راقيا ويخرج دكاترة أكفاء في كل المجالات .
لا يمكن ان نحلم بتعليم مجاني في المستوى توفر من خلاله الدولة الأدوات المدرسية للتلاميذ البسطاء سيما وان نقطة الضوء الوحيدة المتمثلة في توزيع مليون محفظة على أبناء الطبقة الكادحة تم وأدها من طرف حكومة أخنوش وبذلك قضت على آخر أمل للفقراء بحق تعليم ابنائهم .