تسبب تعطل شاحنة جرارة عند الكلومتر 105 على طريق الأمل بين نواكشوط و بوتلميت؛ بمحاذات قرية الفردوس (38 كلم غرب بوتلميت) ليلة الاثنين في انسداد حركة المرور بشكل شبه كامل؛ فرض على السيارات والحافلات والشاحنات القادمة من الجهتين التوقف لتشكل طوابير طويلة جدا.
وزاد من تفاقم هذه الوضعية وجود الشاحنة المتعطلة في مقطع من الطريق تحيط به الرمال من الجهتين بحيث يستحيل على غير السيارات رباعية الدفع الجديدة المرور من أحدى جانبي الطريق.
كما اضطر جميع المسافرين إلى النزول حيث يفترش معظمهم الرمال دون طعام ولا شراب؛ فيما أدت الوضعية إلى انحسار أماكن استراحة الركاب؛ خاصة أصحاب الحالات المرضية والعجزة والنساء والأطفال.
وضعية زاد من مأساويتها اغتنام بعض الباعة والتجار هذه الظرفية الاستثنائية فضاعفوا ثمن الماء والطعام ، بحيث يبيعون قنينة من الماء (فئة 3/4 لتر) بمبلغ 200 أوقية قديمة وكأس الشاي الأخضر ب 100 أوقية جديدة.
أغلب المسافرين حمل الدولة ممثلة في وزارة التجهيز و النقل المسؤولية ، معتبرين أن غياب حلول سريعة لمثل هذا النوع من الحوادث ، يجعل الوزارة عاجزة عن تقديم أي خدمة للمواطن خاصة في مثل هذه الظروف الصعبة عليه.
فيما يرى بعض المسافرين أن فوضية السائقين و عدم تحملهم المسؤولية يجعل إغلاق الطريق ، تتبع لنزوات سائق متهور ، لا يعرف ما له و ما عليه .
و خلال هذه الازمة التي تضرر منها العديد المسافرين ، خاصة راكبي الباصلات الكبيرة و المتوسطة و السيارات الصغيرة و غير ذلك ، بادر سكان قرية الفردوس 38 كلم غرب بوتلميت بجلب الماء والطعام لجموع المسافرين المحاصرين بالقرب من قريتهم ، وقد نصب هؤلاء خياما لإيواء العالقين وشرعوا في إعداد الطعام لهم عبر توفير القدور والذبائح وكميات من الأرز والمعجونات الغذائية وإشعال النيران لعمليات الطهي وإعداد الشاي.