بيجل ولد هميد: لن أفاضل بين عزيز وغزواني

سبت, 01/02/2020 - 12:03

صحراء ميديا: بعد حسم الصراع الساخن داخل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، والخلاف بين الرئيسين الحالي والسابق، ترى ما هو موقف بيجل ولد هميد اليوم ؟

بيجل ولد هميد: موقفي سبق أن قلته وأعتقد أنني سأكتبه، الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني والرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز أصدقائي، صداقتهما وعملهما معان هو الذي جرني لاتخاذ قرار حل حزب الوئام الديمقراطي الاجتماعي، الذي كان يعتبر ثالث حزب في موريتانيا من ناحية التمثيل في البرلمان، والحزب الثاني من بين أحزاب المعارضة.

لقد اقتنعت ببرنامجهما الطموح لقيادة البلد، وفضلت الذهاب معهما، ولكن حدث ما حدث، لن أفاضل بينهما.

أنا الآن في الحزب (حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم) وسأظل فيه وكل من يتبعني، لن أقبل المشاركة مباشرة كناشط سياسي.

من جهة أخرى لدي مأمورية كنائب في البرلمان وكعمدة سأنهيهما وأنتظر ماسيحدث مستقبلاً.

صحراء ميديا: هل ندمت على حل حزب الوئام، والاندماج في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ؟

بيجل ولد هميد: لا لم أندم، قررت حل حزب الوئام والاندماج في الحزب الحاكم حين كانت لدي قراءة مغايرة للوضع الحالي، وهذا أمر يحدث في السياسة وهو عادي، يحدث أن يكون الطرح السياسي غير صائب أحيانا، لكني لم أندم على أي قرار اتخذته في حياتي.

صحراء ميديا: هل تدرس أو تفكر في تأسيس حزب سياسي جديد ؟

بيجل ولد هميد: لا.. لا.. هنالك أمران ان أقوم بهما؛ لن أعارض مستقبلًا لأنني سبق أن جربت ذلك، ولن أؤسس حزبا كذلك لأني قادم للتو من تلك التجربة.

موقفي هو كالتالي، من ذهب معي إلى الحزب الحاكم عليه البقاء فيه، وشخصيا لا يمكنني أن أنشط في الأحزاب، وضعي الصحي لم يعد يسمح بذلك، كما أنني لم أعد شاباً، فهنالك الكثير من الأشياء يمكنك القيام بها في مرحلة الشباب، لكن الآن لا.

صحراء ميديا: هل لديك اتصال بولد الغزواني ؟

بيجل ولد هميد: محمد ولد الغزواني التقيته مرتين أو ثلاث، لا توجد بيننا مشكلة، كما أنني ألتقي عزيز أيضا، كلاهما صديقي.

صحراء ميديا: لماذا غبت عن استقبال ولد الغزواني عندما زار الترارزة الأسبوع الماضي ؟

بيجل ولد هميد: إنها ليست المرة الأولى، على ما أعتقد، فبعد تولي «عزيز» رئاسة البلاد، أمضيت الكثير من الوقت لا أستقبله، ولكن بعد أن استدعاني والتقينا واتفقنا أصبحت أحضر لاستقباله.

أما فقد تكون الزيارة جاءت في ظرف لا أنشط فيه سياسياً، لكن المناضلين المحسوبين علي حضروا الاستقبال، وتمت مشاهدتهم وهذا هو المهم، أما شخصي أنا فغير مهم.

صحراء ميديا: ما رأيك في تشكيل اللجنة البرلمانية التي ستحقق في بعض ملفات عشرية ولد عبد العزيز ؟

بيجل ولد هميد: هذا هو دور البرلمان الرقابي الذي يجب عليه القيام به، لكن يجب على أعضاء هذه اللجنة معرفة ما يقومون به، وهناك من يتحدثون عن محاكمة الرئيس، فالرئيس لا تمكن محاكمته من خلال هذه اللجنة البرلمانية، الرئيس لا تمكن محاكمته إلا عبر محكمة العدل السامية، التي يكون رئيسها عضوا في البرلمان لكن بقية الأعضاء قضاة، وهذا لا بد من القيام به قبل الحديث عن اي محاكمة، أن يجلس البرلمان ويشكل محكمة العدل السامية، أما إن كانوا يتحدثون عن العمل الروتيني والرقابة العادية فيمكنهم القيام به عبر هذه اللجنة، لكن الرئيس لا تمكن محاكمته دون محكمة العدل السامية.

هناك نقطة أخرى تثير مخاوفي، أتذكر أن البرلمان سبق أن وافق على قانون التصفية للسنوات الماضية، ولا يمكنه التراجع عنه دون سن قانون جديد، وبالتالي من الصعب أن تتم المحاكمة في سنوات تسيير سبق أن أصدر البرلمان قانوناً بتصفيتها.

بعد ذلك، هنالك ما يسمى حق التقادم الذي يسقط القضايا المالية التي تمر عليها أربع سنوات من دون فتحها، سواء فيما يتعلق بالموارد أو المصاريف المالية.

إذاً يتوجب أولاً معرفة هذه التفاصيل والنظر في القانون 90/09، الذي يوضح كل هذه التفاصيل، هذا ماكنت أريد ذكره في هذه القضية، أما أنا فلست ضد المراقبة، ولا ضد محاكمة المفسدين، لكن علينا الأخذ بعين الاعتبار رأي القانون في هذه القضية، لنعرف من تمكن محاكمته وكيف، أنا جالس هنا وأشاهد الناس تكتب عن محاكمة ولد عبد العزيز، هذه اللجنة التي تم تشكيلها لا يمكنها أن تحاكمه، لأنه لا بد من تشكيل محكمة العدل السامية.

صحراء ميديا: مرت ستة أشهر على تشكيل الحكومة الحالية، ما هو تقييمكم لعملها ؟

بيجل ولد هميد: لن أتكلم عنها.

صحراء ميديا: كيف ترى مستقبل موريتانيا، وماذا تعتقد أنها تحتاجه أكثر من أي شيء آخر ؟

بيجل ولد هميد: موريتانيا بحاجة للاستقرار، علينا أن نكافح حتى لا نعود للوراء، أنتم أول مرة تزورون هنا (انجاكَو)، وكما تلاحظون قامت الدولة بالكثير من المشاريع، توجد مشاريع لا تزال قيد الإنجاز، وهذا ليس خاصا ببلدية «انجاكو» ولا مقاطعة «كرمسين»، موريتانيا كلها فيها مشاريع من هذا القبيل، يجب أن يتواصل العمل على هذه المشاريع.

خلال حكم الرئيس معاوية كان هناك الكثير من المشاريع التي تمت الموافقة عليها، وبعد الانقلاب توقفت، وبرر الممولون ذلك بضرورة قيام نظام مدني ديمقراطي، وبعد انتخاب سيدي ولد الشيخ عبد الله وعندما بدأ العمل في المشاريع، وقع عليه انقلاب وتوقف العمل، هذا يُحسب ويضيع من عمر البلد، موريتانيا لا تتحمل ذلك، تجب مواصلة المشاريع حتى تظل موريتانيا تسير نحو الأمام، تلك هي مصلحة البلد وهو ما أوصي به.

صحراء ميديا: شكراً جزيلاً

بيجل ولد هميد: العفو.. الشكر لكم