تثير ظاهرة ما يسمى ب:"الحملات" ذات الطابع التنظيمي أو التقويمي، وكذا الزيارات الميدانية للمسؤول الأول في البلاد أو القطاع، الكثير من التساؤلات الوارد إثارتها من قبيل؛
- مـا الأهـداف الــمــتـوخــاة مــنــهــا؟
- هل تأتي أكـلـهــا في الـغـالــب أم لا؟
- هل الاجراءات المتبعة فيها سليمة، أم لا؟.
- ما هي البدائل الممكنة؟
فما إن يعلن المسؤول الأول عن نيته زيارة مرفق من مرافق الوطن؛ حتى يتداعى المشرفون عليه، ليستنفروا كل طاقمهم وطاقاتهم؛ ليظهر المرفق في أحسن وضعية، وهو تصرف نبيل يحسب لصاحبه، لكن المأخذ في ذلك، هو اقتصار هذا الجهد على الزيارة المرتقبة، الشيء الذي لا ينبغي أن يكون كذلك، بل يجب أن يكون هذا ديدن الموظفين في كل مرافقهم، وفي كل زمان ومكان.
سواء أكانت مزورة، أم لا.
نلحظ هذا السلوك في كل القطاعات، و سأقتصر على نموذجين في قطاعين حيويين لأهميتهما وحساسيتها وخطورة هذه الظاهرة عليهما، ألا وهما التعليم والصحة.
ففي الأول مثلا، ما إن يشعر المربون بزيارة مؤطر أو مشرف؛ حتى تبدو المدرسة في أبهى حللها.
وقل الشيء نفسه عن المرافق الصحية، حيث الاستقبال المناسب والخدمات المميزة.
ولتفادي مثل هذه الظواهر، يجب تفعيل الزيارات المفاجئة، وليست تلك "المفاجئة" التي يخبر عنها بأسبوع- على الأقل- قبل ذلك.
مما يمكن من الإطلاع على حقيقة الواقع؛ لأخذ القرار المناسب؛ الذي هو الهدف أصلا من أي متابعة وتقويم.
ذلك ما ظهر جليا في إحصاء موظفي التعليم الأخير، إذ يبدو أنهم بوًَبوا على هذا العنصر في الجزء الثاني من عملية التدقيق الإداري، إذ اختاروا نماذج من بعض المؤسسات التعليمية، وأعادوا فيها الإحصاء، للتأكد من دقة المعلومات الأولى، معتمدين عنصر المباغتة، وهو ما مكنهم هذه المرة، من تسجيل الكثير من الاختلالات، التي ستظهر الفرق الجلي بين الإحصائين.
تجربة، نرجو من القيمين على الحملة المزمع القيام بها من طرف وزاتي التجارة والصحة على المطاعم والمخابز؛ الاستفادة منها، وكذا أي نشاط من هذا القبيل مستقبلا.
وفي انتظار حل جذري لمثل هذه الظواهر وتغير عقليات ومسلكيات مواطنينا، والبدء في مباشرة الحملة المذكورة آنفا؛
ليهنأ مواطنونا بمنتوج ذي مواصفات صحية، ولو إلى حين.
لك الله ياوطن!
السلام عليكم ورحمة الله