يبلغ عدد سكان الصين مليار و300 مليون إنسان ينتمي 92% منهم إلى عرق “الهان” أما المسلمون فيبلغ عددهم حوالي 23 مليونا وفق الإحصاءات الرسمية. ينتمون إلى 10 أعراق بينها شريحتان كبيرتان جدا: “الهُوِي” الذين يتحدثون الصينية وهؤلاء لا يشكلون أي مشكلة لدى الصين فهم موالون سياسيا ومبعثرون جغرافيا ولا يطالبون بالاستقلال
و”الإيغور” الذين يمثلون مشكلة الصين وأرقها الدائم، هؤلاء يتحدثون لغة تركية ويطالبون بالاستقلال.
- سياسات الصين تجاه المسلمين ..
بعد قيام جمهورية الصين #الشيوعية عام 1949 أضحى ترويج #الإلحاد سياسة عامة للدولة تجاه الأديان وعليه اتبعت الصين عدة سياسات في التعامل مع #المسلمين فكانت مرحلة المهادنة والإرضاء بين عامي 1949 و1958 ثم مرحلة تحويل الهوية #الإسلامية إلى هوية #شيوعية عبر موجة العنف الأولى بين عامي 1958 و1966 ثم لم تفلح تلك السياسات تماما فبدأت الدولة تعطيل الشعائر الدينية ومنع #الحج وإغلاق المعاهد الإسلامية أما المرحلة الأخطر فجاءت مع انطلاق الثورة الثقافية ما بين عامي 1966 و1976 فقد جرى ضرب رجال الدين وحرق #المصاحف وتدمير #المساجد وإغلاقها ويقال إن في بكين كلها لم يبق سوى مسجد واحد ليصلي به الدبلوماسيون، وفي شينجيانغ “تركستان الشرقية” جرى تدمير وإغلاق 97.5% من المساجد لينخفض عددها من 20 ألفا إلى أقل من 500.
ومع نهاية السبعينيات وبالتوازي مع الثورة الإسلامية الإيرانية وبدايات #الجهاد الأفغاني جاءت مرحلة الصلح فقد أعلنت الصين احترامها لمكانة جميع الأديان وأعادت فتح أكثر من 1900 مسجد في شينجيانغ وحدها بل وساهمت بنفقات إصلاح بعض المساجد وأعادت بعثات الحج والعطلات الإسلامية وكانت هذه المرحلة بداية العصر الذهبي لمسلمي الهُوِي.
تتعامل الصين مع مسلمي الهُوي على أنهم المسلمون الحقيقيون تمنحهم كل الحريات الدينية التي يريدون ووصل عدد المساجد في الصين بفضلهم إلى 35 ألف مسجد، أما الإيغور وبقية الأقليات التي لا تعرف تحدث الصينية جيدا وتنتشر في الغالب بإقليم شينيانغ فتفرض عليهم الصين رقابة صارمة وتمنعهم من ابسط #حقوقهم وأخذت حملات القمع بحقهم تتصاعد منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر / أيلول 2001 فقد توفرت بيئة دولية تتسامح مع أي عنف في مواجهة الإسلاميين.
يُحظر على الإيغور #النقاب واطلاق اللحى وأحيانا #الحجاب ويُجبرون بشكل دوري على تسليم #المصاحف وسجادات الصلاة للسلطات المحلية خوفا من اكتشافها ومصادرتها خلال عمليات الدهم والتفتيش، كما أن #الصيام تم منعه مرارا في المدارس العامة والمؤسسات الحكومية.
وفي عام 2015 اُجبر أئمة المساجد على على #الرقص في الشارع بحجة أن “الله لا يدفع رواتبهم” .
جوازات السفر تُعد حلما لمسلمي الإيغور أما أصحاب محلات السلع الغذائية فعليهم بيع الخمور والسجائر خوفا من إغلاق مصادر رزقهم، وإذا دخلت مسجدا في شينجيانغ فقد تجد لافتة تحذر من دخول أي شخص تحت سن 18 عاما! فالحكومة الشيوعية تتعامل مع إسلام الإيغور كما تتعامل منظمو الصحة العالمية مع التدخين فلا يحق لك أن تمارس عبادتك قبل بلوغ سن الرشد!
تنسحب الممارسات العنصرية أيضا على النواحي الاقتصادية فالإيغور لا تعليم لهم ولا توظيف بحجة أنهم غير مؤهلين ولا يعرفون الصينية جيدا.
آخر ما ابتدعته الصين لاضطهاد مسلمي الإيغور ذو الغالبية الساحقة في إقليم تركستان الشرقية الذي أطلقت عليه الصين اسم "شنيجيانغ " منذ احتلالها له عام 1949م : القيام بحملة لإجبار المسلمين الإيغور في الإقليم على معايشة ملحدين صينيين واستضافتهم في بيوتهم ؛ والتي يبدو أنها تندرج ضمن مخططها لإحداث تغيير في التركيبة السكانية بالمنطقة ذات الغالبية المسلمة.