يقول الموريتانيون على لسان الكيطنة "سلمولي أعلى ألي ما يعرفني وألي يعرفني إدور إجي"، وهو دلالة على تجذر "الكيطنة" في ثقافة وعادات الموريتانيين.
تنطلق مواكب الموريتانيين كل صيف إلى واحات النخيل إيذانا ببدء موسم "الكيطنة"، وهو تقليد راسخ تتوارثه الأجيال، جيلا بعد جيل.
تشتق كلمة "الكيطنة" من فعل قطن، وتدل على الإقامة بجوار النخيل، الذي تتطلب عملية جني ثماره إقامة ممتدة على عكس كثير من الثمار الأخرى، تتركز واحات النخبيل بولاية آدرار، شمالي موريتانيا، التي توجد بها أقدم وأكبر واحات النخيل مثل "تونكاد" و"فارس"، إلى جانب ولاية "تكانت" وسط البلاد.
سياحة وعلاج
من ابتغى "الكيطنة" للسياحة فقد تحقق مطلبه، ومن ابتغاها للعلاج فالأمر كذلك، هذا لسان حال العارفين بهذا الموسم، فالنسبة لهم فإن "الكيطنة" وسيلة علاج موسمية لجلب الصحة المفقودة والمحافظة عليها والرفع من قوة الجسم ومناعته.
تتناقل الأجيال الموريتانية عبر العصور تقاليدا وطقوسا خاصة بـ"الكيطنه"، فاستعمال البلح والبسر والرطب والتمر لدفعات مخصوصة على مدار اليوم، بمعدل ثلاث مرات أو أكثر، صحبة حسوات من ماء اللحم المطبوخ، لا المقلي، وكذلك شرب حساء دقيق الشعير باللبن، هو عادة غذائية لا تنفصل عن "الكيطنة".
يرى الأطباء التقليديون أن "الكيطنة" فرصة لا تعوض لعلاج الإمساك، وتحسين القدرة الجنسية، والرفع من نضارة الجلد، وعلاج أمراض البلغم كالربو والسعال والنزلات البردية، فالبلح والتمر والبسر أغنياء بالمعادن والفيتامينات والسكريات، وهي ثمار ترفع من مستوى قدرة الجسم على ترميم التالف منه وتجديد الهرم، ومكافحة الجراثيم والميكروبات.
أسواق التمور.. محامد ومطالب
في أبرز أسواق التمور في العاصمة نواكشوط، وتحديدا على طرف "مسيد المغرب"، يقول دحان ولد ابراهيم، الذي أمضى نيفا وعشرين عاما في سوق البلح، إنه الإقبال جيد، بالرغم من أن أغلب هواة هذا الموسم قد توجهوا فعلا إلى واحات النخيل بعيدا عن ضوضاء المدينة.
يقدر دحان ولد إبراهيم الأسر الموريتانية التي تعتمد في معاشها على موسم "الكيطنة" بالآلاف، مشيدا بمستوى التعاون بين باعة التمور وملاك الواحات، حيث جرت العادة على عدم احتساب أي خسائر.
الصحراء