المتابع لأسلوب الحياة في السويد يستحضر في ذهنه صورة للعمل تتألف من وجود مكاتب أنيقة ومريحة على الطراز الإسكندنافي، والاستمتاع بفترات راحة لاحتساء القهوة، وتناول شطائر القرفة المعروفة بـ"الفيكا"، فضلا عن الانتهاء من العمل مبكرا أيام الجمعة لقضاء عطلة في كوخ يقع على شاطئ بحيرة.
بيد أن هذه الصورة التي تتسم بالرفاهية الشديدة لا يتمتع بها جميع العاملين في هذا البلد، إذ تشير الأرقام إلى أن أقل من واحد في المئة من السويديين يعملون 50 ساعة أو أكثر في الأسبوع.
ويتيح قانون العمل في السويد خمسة أسابيع إجازة على الأقل للعاملين، وتنتشر ثقافة العمل المرن فضلا عن إجازات سخية بالنسبة للأمهات وللآباء لرعاية أطفالهم الرضع، كما تكفل الدولة دعم سبل رعاية الأطفال من خلال سياسات تعد الأفضل عالميا.
ولا يتخيل المرء أن تكون السويد دولة يرزح فيها العامل تحت نير أداء مهام وظيفية تصيبه بالإنهاك الشديد خلال العمل وبعده.
بيد أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة سريعة في أعداد الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة ذات صلة بالضغط، من بينها حالة مرضية اصطلح على تسميتها بـ"الإنهاك الإكلينيكي".