كنّا نعتقد أن بيرام سيكون آخر من يقبل نتائج الانتخابات المزورة و آخر من يقبل تشريع رئاسة خليفة عزيز و مأموريته الثالثة الحولاء و آخر من سيقبل الحوار مع العصابة المزورة.
و حين فاجأنا بلقائه الغريب و غير المبرر مع تيس العصابة و الناطق الرسمي باسمها، تذكرنا من زكوا ترشحه و من أهدوه توقيع 4 عمد من دون علمهم و من أهدوه المرتبة الثانية في انتخابات ما كان يمكن أن يحصل فيها على المرتبة الرابعة و من أشاعوا سخافة محاولة اغتياله ليضفوا عليه بعض الأهمية و رمي بعض الغبار على حقيقته .
لقد رتبت العصابة ضربة قوية و ذكية أيضا للمعارضة الموريتانية الحقيقية عن طريق بيرام ، لكنها نسيت أهم ما تعنيه النتيجة : لقد أدرك الشعب الموريتاني اليوم و بما لا يدع مجالا للشك، من هي المعارضة الحقيقية الثابتة و الدائمة و الملتزمة بمقارعة النظام العصاباتي حتى آخر قطرة من دمها . و هذه هي أسوأ نتيجة يمكن أن يحصدها النظام و أفضل نتيجة يمكن أن تحصدها المعارضة ، أجزم أنها لم تكن تحلم بها: حين يتضح كل شيء تصبح القضية مجرد عملية حسابية سهلة بعد أن كانت عملية رياضية معقدة بأكثر من مجهول ..
و يعتقد بيرام اليوم أن بإهدائه المرتبة الثانية من قبل العصابة سيحصل على زعامة المعارضة و ينسى بأنه بمثل هذه الخطوة يخرج نهائيا من عباءتها ليصبح مثل مسعود و بيجل و ولد أمين ..
نسي بيرام اليوم أن أي حوار يتم بين المعارضة و العصابة سيكون فيه من الطرف الآخر ..
نسي أن ولد عبد العزيز لم يف يوما بوعد لأي جهة
نسي أن لكل كذبة نهاية
نسي أن الشعب الموريتاني تغير
و نسي بيرام أنه قدم أكبر هدية لزعامات لحراطين التي خرجت إيرا بسبب عمله تحت الطاولة و انفراده بالقرار .
نعم، يمكننا الان أن نقول انتهى بيرام :
فقدت رفاقك من نخبة لحراطين المثقفين الأوفياء لقضيتهم بسبب الجشع ..
فقدت أصدقاءك في المعارضة بسبب عدم النضج و الوفاء
و نسيت أن لا حاجة للعصابة في ورقة محترقة : إن عمل النظام هو حرق أوراق المعارضة لا تقوية ضعافها.