ما كاد الرأي العام الوطني يتثبت من نتائج الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها حتى داهمته سلطة الرئيس (المنصرف) بمظاهر أمنية كثيفة بحجة " وجود مخطط لإذاء الوطن ؟!!".
هذه الحشود الأمنية التي أرهبت.. المواطنين الآمنين الذين لم يجدوا مسوغا مقنعا لها ولا كذلك لتلك الاعتقالات التي صاحبتها لحد الآن ؟.
في هذا الخضم الذي زاده غموضا رفض نتائج الانتخابات من لدن أهم المترشحين للرئاسة خرجت دعوة تنادي بالحوار بين فرفاء الساحة السياسية .
هذه الدعوة التي أسست لطرح العديد من الأسئلة حول النوايا الحقيقية التي تقف خلف هذه الدعوة وفي هذا الظرف بالذات ؟.
لقد جاءت الدعوة للحوار بشكل صريح من المترشح للرئاسة بيراام الداه عبيد الذي كان أكثر المترشحين الخاسرين للرئاسة "تطرفا " من خلال تشكيكه في فوز المترشح محمد الشيخ الغزواني واصفا نجاحه بالتزوير متهما السلطة بالوقوف خلف النتائج التي حصل عليها ؟!.
فماذا استجد حتى تحول المترشح / بيرام من موقع المهاجم إلى حمامة سلام ؟!!!.
لقد شكلت دعوته للحوار نهاية لتلك الصورة المنسجمة لقادة المعارضة الديمقراطية المترشحين للرئاسة حيث برزت خلافات في الرأي بينهم بسبب مواقفهم التي ظهرت متباينة من الحوار.
فقد جاء الرفض صريحا من قبل المترشح للرئاسة كان حامدو بابا الذي أرفق قبوله بفكرة الحوار بشروط من بينها سحب المظاهر الأمنية التي وصفها _بالمخيفة للسكان _ وكذلك مطالبته بإطلاق صراح كافة المعتقلين .
ولم تلقى دعوة الحوار ردا مرحبا بها في العلن على الأقل من الطرف الآخر للمشهد السياسي المتمثل في الأغلبية إلا عند حزب الرئيس المنصرف محمد ولد عبد العزيز الذي تفاعل معها بعقده لقاء مع السيد بيرام الداه عبيد أكد من خلاله قبوله المشاركة في الحوار.
لكن الغموض الكبير الذي صاحب الدعوة للحوار عند البعض هو إطلاقها من قناة المترشح بيرام الداه عبيد وتجاوب حزب الرئيس المنصرف وحده في هذا الظرف الخاص كلها أمور زات المشهد تلبدا .
الجميع يعرف أن البلاد تعيش مرحلة تحول من نظام لآخر عقب الانتخابات الرئاسية .
فالرئيس المنتخب لم يتسلم بعد مقاليد السلطة ولم يكن مترشحا من حزب بعينه فهل هو أصلا معني بالحوار؟.
أما الرئيس المنصرف فلم يعد لديه من وقت كاف للدخول في حوار سياسي .
ترى لماذا الدعوة للحوار الآن ؟.
ومن كان المحرك الفعلي للدعوة للحوار؟.
وهل أراد بها خلط الأوراق في هذا الظرف الانتقالي ومن يستهدف ؟!.