ﻳُﻮَﺩّﻉ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻜﻤﻮﺍ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺃﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺑﺼﻤﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﺭﺿﻬﺎ ﻭﺳﻤﺎﺋﻬﺎ ﻭﺣﺮﺛﻬﺎ ﻭﻛﻞ ﺭﻣﻮﺯﻫﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .
ﺗﺘﺮﺍﻗﺺ ﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻭﺗﺪﻋﻮﻧﻲ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻻﺳﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺪﻭﻳﻨﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ، ﻭﻳﺤﺮﻛﻨﻲ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﻭﻳﺪﻋﻮﻧﻲ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻔﻄﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﻃﻮﺍﻑ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﻭﻣﺎ ﻳﻘﺘﻀﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﺩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻭﻟﻮ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﺗﻘﺘﻞ ﺟﻔﻮﺕ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻭﻫﺪﻭﺀ ﺍﻟﺠﺤﻮﺩ .
ﻧﺤﻦ ﺍﻵﻥ ﻧﻌﻴﺶ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻓﺎﺭﻗﺔ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﺘﺄﻣﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻧﻘﺎﺭﻥ ﻭﻧﻘﺎﺭﺏ ﻭﻧﻌﺘﺮﻑ ﻭﻧُﻨَﻮّﻩ ﻭﻧﺸﻴﺪ، ﻟﻌﻞّ ﺍﻟﺘّﻨﻮﻳﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠّﺤﻈﺎﺕ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺻﺪﻕ ﺇﺧﻄﺎﺭﺍ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻛُﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﻧﻮّﻫﻨﺎ ﺳُﻠّﻄﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻟﺴﻨﺔٌ ﻳﺮﻯ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﻣﺰﺍﻳﺪﺓً ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺗﻤﻠﻘﺎ ﻭﻣﺠﺎﺑﻬﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻵﺧﺮ ﺗﻄﺒﻴﻼ ﻭﺗﺰﻣﻴﺮﺍ !
ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺳﻴﻌﺘﺮﻑ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺈﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤُﻮَﺩّﻉ ﻭﺳﻴﺪﺭﻛﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﺻﻨﻊ ﺗﺎﺭﻳﺨﺎ ﻋﺼﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺪﺛﺎﺭ، ﻭﺧﻠﻒ ﺇﺭﺛﺎ ﻳﻨﻌﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻭﺃﻧﻪ ﺃﻋﺎﺩ ﺇﺭﺳﺎﺀ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﺩﻭﻟﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﺳﻤﻪ ﺳﻴﻈﻞ ﻣﺤﻔﻮﺭﺍ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺃﺣﻔﺎﺩﻫﻢ ﺃﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺠﺤﻮﺩ .
ﺍﺭﺗﺒﻂ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤُﻮّﺩِﻉ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ؛ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺟﻴﺶ ﺃﻣّﻦ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻧﺤﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻃﻴﻠﺔ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘّﻴﻪ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﻃﺔ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻊ ﺣﺪﺍ ﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺼﻔﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﻭﺍﻧﻮﺍﺫﻳﺒﻮ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺎﻡ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﺍﺑﻴﻮﻣﺘﺮﻳﺎ ﺃﻣّﻦ ﺣﺎﻟﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺃﻋﻄﻰ ﻟﻼﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﻗﻴﻤﺔ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺍﻟﺘّﺮﺳﺎﻧﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺰﺯ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻄﺮﻗﻴﺔ ﻭﺷﻴّﺪ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭﺍﺕ ﻭﺃﻧﺸﺄ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﻭﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻴﻦ ﻭﻛﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻓّﺮ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻵﻻﻑ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻟﻴﻌﺎﻧﻖ ﺁﻣﺎﻝ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺗﻄﻠﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻣﻴﻦ، ﻭﻫﻮ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﻣﻦ ﻏﻴّﺮ ﻭﺍﻗﻊ ﺃﻣﺔ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻗﻴﺎﺳﻲ ﺭﻏﻢ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﻭﺷُﺢّ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺗﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ...
ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ،
ﺇﻥ ﺣﺮﺻﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺻﻮﻥ ﻣﻜﺘﺴﺒﺎﺗﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺪﻋﻤﻮﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮ ﺳﻤﺎﻥٍ ﺗﻐﻴّﺮ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﺃﻫﻠﻪ، ﻭﺗﺒﺪّﻟﺖ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﻜﺌﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﺗﻼﺣﻖ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻘﺎﺀ ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺒﺪﺍﻭﺓ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺼّﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻄﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﺮﺓ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘّﻄﻠﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ، ﻭﺩﺍﺧﻞ ﺃﺭﻭﻗﺔ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﻀﻨﺖ ﺍﻟﻘﻤﻢ ﻭﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻛﻢ ﺍﻟﻤﻴﻤﻮﻥ .
ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ،
ﺇﻥ ﺇﺩﺭﺍﻛﻜﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺐ ﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﺧﻠﻒ ﻭﺃﻧﻪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺻَﻮﻥِ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺎﺕ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻷﻣﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺪﻋﻤﻮﻥ ﺗﺮﺷﺤﻪ، ﻭﻫﻮ ﺫﺍﺕ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺜﻘﻔﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻪ ﻭﻗﻮﺍﻩ ﺍﻟﺤﻴﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﺳﻤﺎﺕٍ ﻋﺰّﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﻭﻷﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﻛﺎﻥ ﺇﺟﻤﺎﻋﺎ ﻻ ﻣﺮﺍﺀ ﻓﻴﻪ .
ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ،
ﺳﻴﺤﻔﻆ ﻟﻜﻢ - ﺍﻷﻭﻓﻴﺎﺀ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ - ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻭﺳﺘﻈﻞ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺗﻜﻢ ﺍﻟﺸﺎﺧﺼﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﺼﺪﺭ ﻋﺮﻓﺎﻥ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ .
ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ،
ﺃﻭَﺩّﻉ ﻓﻴﻜﻢ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻭﺗﻄﻠﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻭﻓﻄﻨﺔ ﺍﻟﻨّﺒﻪ ﻭﻭﻓﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﻭﺭُﺅﻳﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ، ﻭﺃﺭﺟﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻠﻲّ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ﺃﻥ ﻳﻤﺪّ ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻛﻢ ﻭﺃﻥ ﻳُﻤﺘّﻌﻜﻢ ﺑﺪﻭﺍﻡ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ .
ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺳﻴﺪﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﻣﺴﺘﺸﺎﺭ ﺑﺎﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ