قريبا تتضح ملامح المشهد السياسي لما بعد اقتراع أجمل يوم في تاريخ موريتانيا بعد يوم إعلان الاستقلال
اليوم 22 يونيه 2010 جميل حقا ورائع حقا ويجب أن يبقى حاضرا في الذاكرة الموريتانية لأنه شهد أول انتخابات ستمكن الموريتانيين من تحقيق أول تبادل سلمي على السلطة بين رئيسين منتخبين هدف ناضل الموريتانيون كثيرا من أجله فتحقق
بيوم سيكون له مابعده
نتفاءل خيرا ونقول إن الشعب الموريتاني برهن على درجة عالية من الحكمة والنضج وأنه هو الذي انتصر
نتفاءل خيرا ونقول أيضا إن مجريات ما بقي على ضوء ما تحقق ستكون سلسة بحول الله وتوفيقه لأن صحة البدايات تحكم مصير النهايات
نجاح استحقاقات2019الرئآسية أنجاز وطني كبير ساهم جميع الموريتانيين كل من موقعه في تحقيقه فجاء نتاج تجربة سياسية تراكمية .
أذكر في هذا المقال بمساهمة اللجنة المستقلة للانتخابات في شفافية ونجاح اقتراع 22يونيه 2019
وقبل الدخول في صلب الموضوع أنبه إلى أن نجاح هذا الإقتراع تم بإجراءات مادية وسياسية وإعلامية .
حتى لا ننسى : هل تتذكرون بطاقة تعريفنا الوطنية السابقة . قطعة صفراء من الورق المقوى تلصق فوقها صورة بالأبيض والاسود يمكن لأي كان الحصول عليهاويستطيع أي كان صناعتها لا تتمتع بأي شكل من أشكال الحماية والتأمين تتذكرون أيضا أننا لم نكن نملك لائحة انتخابية وطنية مؤمنة بنظام معلوماتي دقيق
لم يكن التزوير في الماضي يتطلب غير مصورة رقمية وطابع محلي و كم من الورق الأصفر المقوى ..
.أليوم نملك بطاقة تعريف وطنية مؤمنة وغير قابلة للتزوير إنجاز كبير
كانت وزارة الداخلية هي التي تتولى كل متعلقات العملية الانتخابية ،تعين طاقم المكاتب وتحرر عن طريقهم محاضر التصويت وتعلن النتائج ....؟
تجاوزت موريتانيا هذه المرحلة وقطعت شوطا كبيرا من خلال ما أنجزت من بنى تحتية ديمقراطية لا غنى عنها تشمل بطاقة تعريف غير قابلة للتزوير وهيئة وطنية مستقلة لرقابة الانتخابات ونظاما معلوماتيا يؤمن لائحة وطنية شاملة ودقيقة غير قابلة للتكرار أنجازات تحققت بفضل جهود الجميع .
تتعلق الإجراءت التي اعتمدت اللجنة المستقلة لضمان شفافية استحقاقات 2019 بضمانات مادية ملموسة وفرتها للناخب يمكن تسميتها بالبنى التحتية الديمقراطية وهي تحديدا :
_ اشتراط تصويت الناخب ببطاقة التعريف الوطنية ومن المعروف أن بطاقة التعريف الوطنية مؤمنة بنظام حماية يضمن استحالة تزويرها
__ توفير لائحة انتخابية شاملة يستحيل ضمنها تكرار اسم الشخص مرتين وذلك من خلال نظام معلوماتي محمي و دقيق يتضمن كافة التطبيقات المطلوبة
__ عدم ربط مركزة النتائج بالأنترنت ضمانا لحمايتها من رواد الشبكة العنكبوتية
__ اقتنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات خوادم رقمية متطورة من آخر جيل مما مكنها من رقمنة العمليات الانتخابات في وقت قياسي
__ ومن أجل مزيد من الشفافية ولأول مرة في تاريخ اللجنة تم نشر نتائج الانتخابات مكتبا مكتبا على موقعها وبصفة قابلة للاستغلال على نطاق واسع
__ وضع نظام الحماية المعروف بq rcodعلى جميع بطاقات التصويت التي بلغ عددها في هذا الإستحقاق 967594 (بعدد المسجلين )
__ ضمنت اللجنة المستقلة للمترشحين حق رقابة ممثليهم في مكاتب التصويت (يبلغ عددها هذه السنة 3861مكتبا )
__ضمنت اللجنة لكل المترشحين الولوج إلى كافة المعطيات والمعلومات الإحصائية المتوفرة لديها و التي تهمهم جميعا
__ ضمنت للمترشحين وجود ممثليهم في مركز استقبال النتائج العام
__ ضمنت للمترشحين توقيع محاضر التصويت من طرف ممثليهم مما يعني اطلاعهم على مضمون تلك المحاضر وحق رفض التوقيع على ما يرونه مخالفات ضارة بمرشحيهم
مع ملاحظة وضع شعارات كل المرشحين على تلك المحاضر
__ اعتمدت نظام المناقصة الشفافة بشروطها وتقنيناتها المعروفة في شراء الخدمات الكبيرة مثل السيارات رباعية الدفع التي تحتاجها لنقل طواقمها في الداخل ونفس الشيئ بالنسبة لطباعة بطاقة الناخب
__استقلال رئيس اللجنة عن الأطراف المتنافسة وعدم نبعيته للإدارة وتجربته السياسية الكبيرة
__ قامت اللجنة بإحصاء تكميلي واسع استهدف الموريتانيين في داخل البلاد وخارجها شمل فئة المرضى التي لم يشملها أحصاء سابق
__ الإجراءات السياسية والإعلامية المصاحبة
تتمثل الإجراءات السياسية والإعلامية المصاحبة التي قامت بها اللجنة المستقلة للانتخابات في :
_ تزكية ومساعدة جميع الهيآت الدولية الراغبة في مراقبة الاستحقاقات الرئآسية في موريتانيا وتمكينها من الولوج إلى مصادر المعلومات ومعطيات العمليات الانتخابية وآلياتها الفنية
__ فتح باب الحوار والتشاور الدائم مع كل المترشحين والاستماع إلى مطالبهم بهدف خلق شراكة وتعاون حقيقي يضمن سلاسة العملية الانتخابية وقد أثمرت هذه السياسة الحكيمة تعاونا وانسجاما مكن اللجنة المستقلة من تلبية جميع
المطالب غير التعجيزية التي تقدم بها المترشحون
إن كفاءة و مرونة رئيس اللجنة المستقلةع للانتخابات واستقلاله عن الإدارة وقوة حضوره في المشهد الإعلامي وكفاءة وانسجام طاقم اللجنة من حكماء ومستشارين وفنيين كانت عاملا أساسيا في نجاح اللجنة المستقلة للانتخابات بتفوق
في امتحان 22 يونيو2019
ويبقى السؤآل الكبير :مع وجود جميع هذه الآليات والضمانات الفنية والسياسية هل يمكن التزوير ?وإذا كان التزوير بمفاهيم الشفافية مستحيلا في ظل هذه الضمانات فما هو تزوير العلاقات الاجتماعية ؟ ؟وما مدى تأثيره على العملية الانتخابية ؟وكيف تتم معالجته؟