لم يكن التاريخ في المجتمع الموريتاني ، حدثا إتفاقيا بقدر ماكان استجابة لعوامل داخلية وأخرى خاريجية ظلت تعمل عملها داخل المجمتع حتى أدت إلى ظهور ،نمط كتابي جديدة ليصبح أمر واقع لا يمكن تغييره نتجت عنه آراء وأفكار مختلفة وتناقض ايديولوجي لا يخدم الموضوعية في كتابة التاريخ .
إن الموضوعية التاريخية تعني ما هو حقيقي وواقعي . وهي تعني حالة التحرر من التحيز الشخصي والنهج العاطفي وحالة عدم الانحياز إلى جانب واحد أو شخصي .
وبما أن ما هو حقيقي، فإنه سيكون هو نفسه، بغض النظر عمن يكتبه ومن المعروف أن مفهوم التاريخ في منظور الباحثين المختصين هو تحليل وفهم للأحداث التاريخية عن طريق منهجي يصف ويسجل ما مضى من وقائع وأحداث، ويحللها ويفسرها على أسس علمية صارمة، بقصد الوصول إلى حقائق تساعد على فهم الماضي من أجل التخطيط الجيد للمستقبل.
الماضي يساعد إلى حد كبير في فهم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل، وهي رؤية تتسم بالحيوية والحركة وليست ثابتة في مكانها أو جامدة، تعتمد على فهم وتحليل تفاصيل الوقائع والأحداث الفريدة التي مضت وانقضت. فالماضي يلعب دوره الواضح في تحريك الحاضر، ولا يتوقف الأمر على ملامح تكوين الذات المجتمعية، بل يتخطاها إلى الظهور في صلب ملامح التجديد، لاسيما المظهرية والذوقية منها. والإلمام بما قد مضى لا يعني امتلاك الإنسان بعض القصص والحكايات التي تسليه في أوقات فراغه، أو تجعله قادراً على أن يتباهى أمام أصدقائه بما لديه من معلومات عمن رحلوا، وإنما هو وسيلة مهمة بالنسبة له لقياس ما يجري أمام عينيه الآن أو ما يتوقع حدوثه في المستقبل على ما حدث لآخرين، كي يحاول أن يتفادى الأخطاء التي سقطوا فيها، ويستفيد من الصواب الذي سلكوه. فعلى رغم اختلاف السياق، أو الزمان والمكان، فإن بعض الممارسات الإنسانية تتشابه بل تتطابق حتى لو فصلت بين الواحدة والأخرى قرون من الزمن أو آلاف من الأميال. ولذا يقول البعض إن «التاريخ يعيد نفسه»، وهو قول فيه بعض من الصواب، ولكن صوابه يزيد كلما تعلق الأمر بظاهرة السلطة وما تنتجه من أقوال وأفعال. جبريل جمعة الحسين