في كل صباح جديد يستيقظ الأستاذ الموريتاني على عالم من الأسى تعوده منذ القدم تطل شرفاته على طموحات عالية وهمة سامية للنهوض بأبناء بلده العظيم لكن دون ذلك مطبات ومشاكل كثيرة تستعرضه فأول مايستعرض الأستاذ في يومه الجديد هو مطبة النقل فالأستاذ الموريتاني راتبه الشهري لا يمكنه من شراء سيارة شخصية تمكنه من مزاولة عمله في وقته المناسب لا ولا حتى حياة كريمة تليق بشخصه الكريم فعندما يتجاوز تلك المرحلة فجأة تستوقفه مطبة أخرى وهي مطبة سوء أخلاق التلاميذ ومشاغبتهم وهيمنة المشاغبين على كل أرجاء الفصل بل المدرسة كلها الذين لا يعلمون أن العلم يرفع بيتا لا عماد له وأن العلم نور لا مداء له وبصر من حديد قد عمت منافعه مشارق الأرض ومغاربها ولا يعلمون مقامه النبيل وهكذا يظل الأستاذ يكابد جهوده في يوم قاس مليئ بالجهود والمتاعب والطموحات والأفكار والموجات المتلاطمة والعواصف التي تحمل في طياتها الكثيرة من الإساءات المتكررة الجارحة التي لا مبررةلها وفجأة تستعرضه مطبة أخرى وهي حيرته القصوى عند أول اختبار أو امتحان تفاجئه النتائج المدهشة التي لا تمثل كدّه وتعبه وعمله الشاقّ الذي قضى فيه حياته
وهكذا يقضي الأستاذ حياته بين مطبة وأخرى كالنكرة أو العبد المملوك الذي ليس له من الأمر شي.
وبعد هذا كله يبقى السؤال العالق الحائر يطرح نفسه لماذا نحن أمة تعيش في ظلمات بعضها فوق بعض في ظلام دامس لا يميز فيه بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود وفجأة يجيب لسان حال واقعنا لا تسأل عن أمة ضيعت معلميها وهمشتهم وجعلتهم على قارعة الطريق