إننا في كيفه، لا يضرنا، بل يفيدنا وجود مدرسة لتكوين المعلمين، أو أي مؤسسة عمومية، في مدينتنا، فلذلك انعكاس وأثر إيجابي عام، على ساكنة المدينة.
وبالرغم من ذلك، فإنني لم أتلق بسرور، خبر إعلان الوزير الأول عن اعتزام حكومته افتتاح مدرسة لتكوين المعلمين، في كيفه، لأنني أرى في ذلك إقرارا لما هو سائد من ظلم صارخ للمعلمين، بإخضاعهم للتكوين في هذه المدارس، بشهادة الباكالوريا، و"يحبَسون" طيلة ثلاث سنوات، ليتخرجوا بعد هذه المدة الزمنية الطويلة بشهادة جديدة، هي في حقيقتها: صفر. فالمستوى الأكاديمي للمعلمين الخريجين من مدارس تكوين المعلمين، ليس إلا: باكالوريا + 0
أما السنوات الثلاث في مدرسة التكوين، فلا اعتبار لها، فقط يمكن أن نعتبرها "لاغية" أو "ضائعة" أو...
وقد أبرز العديد من الكتاب والمهتمين بهذا الشأن هذا الخلل الكبير، والظلم المبين في حق من ينبغي أن نسعى جميعا في إكرامهم وتبجيلهم، وتصحيح الموقف تجاههم؛ بدل تكريس اضطهادهم وظلمهم.
فلا ينبغي أن يكتتب المعلمون بالباكالوريا، ثم يكونون في مثل هذه المدارس، بل في مدرسة عليا، أو كلية، تمنحهم عند التخرج شهادات جامعية، ينالون ما يترتب عليها من حقوق، من تصنيف مناسب: باكالوريا + 3 (لصانص)، وإمكانية التسجيل لمتابعة الدراسة في الجامعات والكليات الوطنية والعالمية - حسب النظم والقوانين - لنيل الشهادات التالية لذلك (ماستر، دكتوراه..
وعلى ذلك، فينبغي حل كل مدارس تكوين المعلمين، والاستعاضة عنها بمدرسة عليا، أو كلية للتربية، تخرج المعلمين، مع منحهم المكانة والشهادة اللائقة، والحق المشروع، والتكوين الناجع.. وعندها نرحب، ونسَر بهذه المؤسسة في كيفه، أو في أي بقعة من موريتانيا الحبيبة.
وفقنا الله، وولاةَ أمورنا لما فيه الخير والسداد.