الأستاذ والطبيب أولا / بويايْ سيدأحمد أعلِ

سبت, 25/01/2020 - 12:58

التمكين لبناء دولة قوية تواجه مختلف التحديات لايمر عبر الخطابات الرنانة والمشاريع الفضفاضة؛بل يحتاج سياسة رصينة تراعى ترشيد الموارد وعدم تبديدها فى الرحلات السياحية والرواتب العالية لموظفى قطاعات حكومية الشعب فى غنىً عنها وعلاوات لمسؤولين يشغلون مناصب لاتدر نفعا على المواطن المطحون المسكين الذى يعيش بين مطرقة غلاء الاسعار وتدنى القوة الشرائية.
إن منطق العدالة والإنصاف يقتضي محاسبة من يُتهمون بالفساد وإقالة المُقصرين بحق المسؤولية المناطة بهم ومتابعة ومراقبة اعمال الوزراء والمديرين وكل المسؤولين والإنصات والاستماع لمختلف مشاكل المواطنين والسعي لإجاد حلول لها فى اقرب الآجال دونما تسويف .
وإذا كنا صادقين ونمتلك الشجاعة - فخامة الرئيس وسيادة الوزير - ومن أجل وَضْعِ لبنةٍ على طريق الإصلاح والتنمية فلابد أن نجعل التعليم والصحة أولوية الأولويات ونرصد لإصلاح القطاعين أكبر نسبة من الميزانية ونُراعى فى تلك الميزانية تحسين راتب الاستاذ والطبيب بما يتلاءم مع طبيعة الأمانة التى تقع على عاتقهما ،إذ أنه من الحيف والجور والعار أن يظل المعلم والطبيب يتذيلان قائمة الرواتب فى حين أن من يجلس تحت المكيفات علاواته وحدها تفوق راتب الطبيب والاستاذ معا إذا اجتمعا ومع ذلك نتحدث عن الإصلاح والعدالة والتنمية ؛ والغبن والتهميش يخيِّمان على أهم قطاعين يعتبران ويُعَبِّران عن مستوى تقدم أي دولة .

إن المعلم والطبيب كليهما @ لا ينصحان إذا هما لم يكرما

فاصبر لدائك إن أهنت طبيبه @واصبر لجهلك إن جفوت معلما

فبدون المعلم تظل الأمم والشعوب قابعة فى سرادب التخلف والجهل والانحطاط وتنتشر الجرائم وتغيب التربية ويضعف الوازع الدينى والاخلاقى وتُستباح حرمات الناس وتنتهك وتُداس القيم والاخلاق مثلما نشاهد اليوم ونعيش ،ولايقل دور الطبيب هو الآخر عن دور المدرس فالطبيب بخبرته ومعارفه يسهر على المريض لإسعافه وإنقاذه من ألمٍ ومرضٍ ألمَّا به لعل وعسى أن ينقذه من الموت بقدرة الخالق عز وجل.

إن المعلم والطبيب هما ثنائي النمو الفكري والاخلاقى والرعاية الصحية وإن هما لم يوليا عناية ويوضعا فى بيئة مادية ومعنوية تأخذ فى الحسبان حجم دورهما فسيظل أي حديث عن الدفع بعجلة التنمية ضربا من الخيال وأي إصلاح بدونها ذرا للرماد فى العيون واسطوانة مشروخة.