ﺇﻥ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺘﻬﺎ، ﻭﺗﻄﻮﺭﻫﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻀﻄﺮﺩ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﺑﺠﻮﺍﻧﺐ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺣﺶ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﺍﻧﺘﻬﻚ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ، ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻜﻮﺑﻲ ﺑﻴﺴﺖ ( ﺍﻟﻘﺺ ﻭﺍﻟﻠﺼﻖ ) ﻫﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺩﺳﺘﻮﺭﻫﺎ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﺭ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ .
ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺷﺒﻪ ﻣﻌﺪﻭﻣﺔ ﺑﻞ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﻭﺟﺒﺔ ﺟﺎﻫﺰﺓ ﺗﺄﺗﻲ
( ﺃﺧﺼﺎﺋﻲ ﺍﻟﻘﺺ ﻟﺼﻖ ) ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻖ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﺩﻭﻥ ﻋﻨﺎﺀ ﻭﺩﻭﻥ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﺍﻷﺩﺑﻲ، ﻭﺣﺘﻰ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻠﻒ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﺐ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ، ﺣﻴﺚ ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻋﺼﺎﺭﺓ ﻓﻜﺮﻩ ﻭﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻟﻴﺄﺗﻲ ﺁﺧﺮ ﻭﻳﻤﺎﺭﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻌﺒﺔ ﺍﻟﻘﺺ ﻭﺍﻟﻠﺼﻖ ﺑﺈﺗﻘﺎﻥ، ﻭﻳﻀﻴﻊ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﻖ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻛﻤﺎ ﺗﻀﻴﻊ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻵﺧﺮ، ﺣﻴﺚ ﻳﻘﺪﻡ ﺷﻴﺌًﺎ ﻻ ﻳﻤﺖ ﻟﺸﺨﺼﻴﺘﻪ ﻭﻻ ﻟﻔﻜﺮﻩ ﺑﺼﻠﺔ .
ﺇﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻠﻤﺴﺘﺨﺪﻣﻴﻦ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﻫﻮﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻓﺘﺮﺍﺿﻲ ﺧﺎﺹ ﺑﻬﻢ، ﻟﺬﺍ ﺗُﺜﺎﺭ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺣﻮﻝ ﻣﺼﺪﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ، ﻓﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺮﻗﻤﻲ ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻳﺘﻴﺢ ﻗﺪﺭًﺍ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ ﻟﻤَﻦْ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ﺑﻜﻞ ﺃﻧﻮﺍﻋﻪ .
ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﺒﺪًﺍ ﻟﻠﺘﻘﻨﻴﺔ ﻭﺧﺎﺿﻌًﺎ ﻟﺴﻠﻄﺘﻬﺎ، ﻓﺄﻣﺎﻡ ﻫﻮﻝ ﺗﺴﺎﺭﻉ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻭﺳﺤﺮﻫﺎ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺧﺪﻣﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻐﺮﻳﺔ، ﻟﻢ ﻳﻌﺪّ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺳﻴﺪًﺍ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻏﻮﺍﻳﺘﻬﺎ، ﺳﻠﺒﺘﻪ ﺭﻭﺣﻪ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ؛ ﺃﻣﺴﻰ ﻫﺠﻴﻨًﺎ، ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺎﺕ .
ﺇﻥ ﺍﻹﻏﺮﺍﺀ، ﻭﺍﻹﻏﻮﺍﺀ، ﻭﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺒﻴﺔ، ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﺺ ﻭﺍﻟﻠﺼﻖ، ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻋﺎﺟﺰًﺍ ﻭﻫﺸًﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﻋﺪﻡ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﻭﺍﺟﺘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺨﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻐﻴﺎﺏ . ﻟﻘﺪ ﺃﺳﺎﺀ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ؛ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ، ﻳﻘﻮﻡ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﺣﺴﺐ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﺑﻌﻤﻞ ﺷﻜﻞ ﻣﻤﻴﺰ ﺃﻭ ﻟﻮﺣﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻟﺼﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻣﺘﺠﺎﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﻣﺘﺪﺍﺧﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﻗﺼﻬﺎ ﺑﺈﺗﻘﺎﻥ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻬﻮﻳﻬﻢ ﻛﺜﻴﺮًﺍ، ﺇﻻ ﺃﻧﺎ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻬﻮﺍﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻓﻴﻦ ﻭﺍﻫﻴﺔ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺃﺩﻋﻴﺎﺀ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻳﺘﻬﺎﻓﺘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺺ ﻭﺍﻟﻠﺼﻖ ﺑﻼ ﺭﺍﺩﻉ .
ﻳﺤﻠﻘﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻲ ﺑﺠﻨﺎﺣﻲ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﻘﻴﺘﺔ ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ ﺍﻟﺤﺎﺭﻕ، ﻧﺴﻮﺍ ﻭﺗﻨﺎﺳﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﻫﻲ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ﻭﻣﺎ ﺗﺤﻮﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﻧﻔﻌﺎﻻﺕ، ﻭﻣﺎ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.